" الله "


ساحة " الله" هي قصة ساحة "دوار" في مدينة طرابلس اللبنانية وضع في منتصفها نصب لفظ الجلالة " الله" ، وأصبحت لكل من يدخل المدينة يشاهدها وهو يطرح سؤال بسيط على نفسه " لماذا لفظ الجلالة ؟ " ، وتكون النتيجة وبكل بساطة تأكيد على أن مدينة طرابلس هي مدينة اللبنانيين المسلمين السنة ، وعلى باب المدينة وانت قادم من بيروت تجد كذلك جبل" الله " وهو جبل وضع عليه لفظ الجلالة بالأسلاك الكهربائية المنارة وعلى كامل سفحة الجبل.

وعند مرورك بالطريق من بيروت الى طرابلس أو بالعكس تجد مئات الأنصبة للسيدة العذراء وبقية القديسين ، وقد أحيطت بالورود والاشجار ومنها من ارتفع لعنان السماء وهي أيضا وضعت لتأكد على أن " الله " موجود.

وفي مداخل الضاحية الجنوبية من بيروت وعلى الشوارع الرئيسية والتي تمثل مدخل العاصمة تجد مئات الصور لأئمة المسلمين الشيعة ورموزهم القيادية والدينية ، وهي كذلك لتؤكد على أن هؤلاء موجودين وأن " الله " موجود .

ثلاثة صور لايمكن المرور عليه مرور الكرام أو مرور عابري الطريق ؛ لأن تلك الصورة هي لبنان نفسه ؛ لبنان الجبل والبحر ولبنان الإعلام الحر ولبنان الريشة التي رسمت منابع الفكر في زمن ما من أزمنة الأمة العربية ، وهو لبنان شارع الحمرا الذي صنعت به الثورة الفلسطينية وبيعت فيها كذلك ، وبقي شارع الحمرا بدكاكينه ومحلاته وذهبت الثورة في مهب الريح ، وفي نفس الشارع هناك " مكتبجي أو وراق " صبغ شعر رأسه وهو في الخمسين من العمر لأنه لايؤمن أن التاريخ يتغير كما تغير لون شعره ، بل تجده يصر ويؤكد ومن خلال بقاء لون شعره الأسود " الشبابي " على أن القومية العربية ما زالت قائمة بل هي هدفه في الحياة ، ويتمسك بأن الله موجود وفي نفس الوقت لايؤمن بالتاريخ وبالتالي بالحديث النبوي.

وعند الجلوس أمام شاشة التلفزيون تشاهد " الله " حاضرا بكلام رجال يجلسون على مقاعد وفيرة وقد أنيرت وجوههم بإنارة الاستوديوهات، ويخاطبون الكبير والصغير بلغة واحدة وتبرز لحاهم الطويلة أو القصيرة والمهذبة منها والغير مهذبة، وتنتهي قصة هؤلاء بأن الله أيضا موجود ولكن على الانسان أن يجده في كل اركان الحياة التي يعيشها كمخلوق ، وبالتالي إن" الله" موجود في الساحة وعلى الجبل وفي مداخل الحارات ولدى القومجي" الوراق العجوز" ولدى شيوج التلفزيون، فلماذا الخلاف على اي من البشر يعبده أكثر ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات