ثقافة الأرض / حرف بلون رجاء المكحل


جراسا -

يقولون : تقبل الآخر تقبل وجوده تقبل اعتداؤه على أهلك ، و أنت أعزل تقبل قتله لك تقبل سلبه لحقك .
واخرس .....و الا ...... هذه ثقافة الارض

شعوب تأكل لحم أبناءها ،ولأجل ماذا ؟
لأجل كرسي

وشعب أعزل يأكل لحم مغتصبه، رغم أن هذا الشعب أعزل لم يكن دفاعه لنزع كرسي او للقمه العيش بل لما هو أبعد ؛ لأجل جذوره، عرضه، و بيته ، من غريب معتدي.
الشعب النموذجي لوطنه ولنفسه : "الشعب الفلسطيني" علمتنا ما معنى الهوية ،و صوت الأرض ، و كيفية منع صهينة التراب بالفعل لا بالقول فقط.

نحن من خذلنا أنفسنا الشَّحيحة تجاه أنفسنا ، و لم نجرؤ حتى على مواجهة من هم بيننا ، أسرع مثال يحضرني من بيئة العمل، عند مواجهة مدير ظالم ، رئيس قسم ظالم ، أو من هم أعلى بالمناصب ان استغلوها كقوة لايقاع الظلم ..وحجة استسلامنا "الواسطة" ، وهذه حقيقة راسخة ، وعلكة تقليدية لاصقة أبدية بنجاح لتوزيع المسميات والمناصب، و بفكر لا يضمن الا الانجازات الميتة المتحيزة بثمار دوام التخلف .

لم نفلح بقلع هذا الاحتلال الفكري الاداري البسيط - الواسطة - فهل نتجرأ لنأتي اليك ياشعب فلسطين الصارخ بالانسانية بكل ايمان ؟!! وعليك الأقدر ممن هم علينا ؟! - الجيش الصهيوني - لم نجرؤ ، و لن نجرؤ على عدم تهويد الارض...اعذرينا يا أرض ، فقدراتنا اليومية الفعلية مشغولة بالسطح و طاقاتنا مستنزفة على السطح ، بانجازات الوشوشة ، و النميمة ، والتصيد للحرف ، ونقل المعلومة بسرعة البرق مغلوطة ، و تثبيتها، هذا عند الغالبية من شريحة البسطاء وما أكثرهم ؛ لأن دمنا تربى على أن الأسلوب الأسهل بكسب اللّقمة ،هو الميل ، فننتزعها بهذا الميل من هنا و من هناك مثل تمايل القطط حول أصحابها بخسة ،من يقيننا الخفي أن المسؤول هو من يُطعمنا ، و عليه نأمن مزاجيته أو عقابه !!

عَلَّمَتْني ثقافة الارض : أن أتقبل الآخر بسلام ، كحيز وجود ، و باختلاف نوع ارادته، وأن أنظر للنتيجة ، كمن سبقني أنني كنت أدفع ، جزء مرتب من عمري ...و منه نظرت على مشهد في أيامي، و صنعت بسببه لوحة ، طابقت فها بين احساسي ,و رؤيتي الرمزية لحادثة صنعها قطي عندما التقط بفمه العصفور البري والعصافير بالسماء تصرخ دون تغيير شيء ، و بين احساسي بقصيدة للشاعر "محمود درويش " ، كان موقف القط هو المصدر المحرض و المكافئ لارادة رسالة لوحتي قبل البدء بالرسم . فوظفت احساسي بالرسم شكل الوطن العربي بجسد رجل واحد تشبعه الحدود وتقطيع أعضائه بالخطوط ، بعدما تخلي عن لسانه رغم نزفه فلا هو يحكي ولا هو يأكل ...كما ظن أو يظن .

أقدم لكم فيديو لهذه اللوحة ، في إحياء ذكرى " يوم الأرض"، وضد مآرب كل من يلغي حق العودة ، أو يحاول طي القضية الفلسطينية ، بعيدا عن ثقافة الرشاقة والاناقة، لنتجه لثقافة الأرض ، ونعود لثقافة المقاومة 1976/3/30 كي نتعلم عن ثقافة المواجهة أولا على أنفسنا ، لندرس أنفسنا مرارا ً ، قبل أن ندرس عن الأخر، فأنا من أنا ، و الآخر من هو ؟ و لنتعلم كيف لا نتقبل هذا الآخر ان كان معتدي ، فلا تتقبلوا كلامي الليلة ،رغم أنني لست هو - الآخر - .

رجـاء المكحل
فنانة تشكيلة
لون من الضاد - ض - الأردن





تعليقات القراء

رجاء المكحل
شكرا لادارة موقع "جراسا نيوز" ، كل التقدير
رد من المحرر:
ارجو ارساله مجددا
30-03-2015 10:14 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات