موت الديمقراطية
كتب : ايهاب سلامة - لست من المتحمسين للنواب ولا لمجلسهم الذي من شدة ما انتقدناه محاولين ـ عل وعسى ـ اصلاحه، يئسنا، ووصلنا الى الحائط المسدود، ولم يعد يثير قريحة الكتابة لدينا قيد انملة، فمللنا منه وممن فيه، وملّ ومن فيه منا..!
رغم هذا، الا ان الحالة التي وصل اليها النواب هذه الايام، باتت تدعو حقيقة للشفقة، بعد أن كممت افواههم وصارت حصانتهم مهددة بالرفع، ان رفعوا اصوتهم، في مشهد تختلط به اوصاف المخجل بالمحزن والمعيب ، حتى بات يشبّه لنا مجلس النواب كـ"حضانة اطفال" يكون من فيها عرضة للتوبيخ والعقوبة ، اذا لم "يقصوا اظافرهم" ..!
الاستقواء على النواب، تزامنا مع المزاج الشعبي النافر منهم اصلا، امر خطير له حسابات ابعد من تحليلها كمناكفات وتجاذبات سياسية أو فرد عضلات بين هذا وذاك، ومع هذا وذاك، بل هو مساس بهيبة المؤسسة التشريعية، المتصدعة جدرانها اصلا، ويطرح مخاوف انهيار " فكرة الديمقراطية" كلها وموتها في الوجدان والقناعات الشعبية ؟!
ان لا يجروء نائب على قول ما يريد، بالشكل الذي يريد، دون ان تقوم الدنيا عليه ولا تقعد، امر مناف لابسط قواعد اللعبة الديمقراطية، ويرسّخ المزيد من القناعات المزروعة في عقلية الاردنيين بان عملية الديمقراطية عندنا ليست اكثر من مجرد "ديكور" سياسي، وفاترينة تعلق فيها بضائع الحكومات الكاسدة ..!
بالاصل، يفترض بالمواطن العادي ان يبدي رايه كيفما ومثلما يشاء دونما خوف من عواقب وتبعات .. فما بال من يفترض به ان يكون نائبا منتخبا ممثلا للشعب، ورقيبا حسيبا على الحكومة ؟
استفزتني حادثة جرت مع النائب معتز ابو رمان قبل ايام، الذي هُدد بـ"فرض عقوبات" عليه لما اعتبر تطاولا على رئيس المجلس عاطف الطراونة، وانتهت القصة لاحقا على غرار مسلسلات "وضحة وابن عجلان"، بـ"صفح" الرئيس عنه، فطويت حادثة "الاسد والنعامة" التي اثارت القضية، لكنها لم تطو من عقولنا مشهدا اظهر كيف تدار عندنا الامور التي تتحول في لحظة وضحاها الى مشكلات وازمات، تتطلب الاستنفار السياسي للاحتواء .. لتنتهي لاحقا على طريقة بوس اللحى وتطييب الخواطر، فيما يتناطح سياسيو وبرلمانيو الدول التي تحترم مؤسساتها الديمقراطية، ويتعاركون يتصايحون ليل نهار، لغايتين اثنتين فقط ..الوطن والمواطن، دون ان يشعر ممثل الشعب انه مهدد بلحظة ..- جراء انفعاله لحظة - بالعقوبة ورفع الحصانة ؟!.
الضعف الازلي للمجلس النيابي الواهن الهش الذي زاد من تغول السلطة التنفيذية التي تعزف ايقاعها بشكل منفرد، وتسيطر على المسرح والعازفين والجمهور وحتى التذاكر .. دون سلطة رقابية فاعلة رادعة .. افقد الشارع امال علقها ذات يوم، بان تأخذ السلطة التشريعية الرقابية دورها بالمسائلة الحقيقية، والمحاسبة الفعلية، لحكومات اخطأت وقصرت وفشلت .. ويتحول مجلس الشعب من مُؤثر عليه وتابع.. الى مؤثرٍ ٍ ومراقب ومحاسب ويتسلم زمام مبادرة الديمقراطية الحقيقية .
بالطبع، لن يحدث هذا الامر اذا لم تتغير الية وصول النواب للمجلس، عبر قانون انتخاب قادر على ايصال كتل حزبية وسياسية متناغمة الفكر والاداء، بعد ان ثبت فشل تجربة الكتل البرلمانية التي ولدت بعملية "قيصيرية" وحاولت جمع متناقضين مختلفين بالفكر والسياسة.. على مائدة "فكرة واحدة" ..!؟
بالتأكيد .. لا تنال المطالب بالتمني، بل بضرورة استثمار حالة الوعي الشعبي الاردني، في العمل على انتاج مرحلة مستقبلية قريبة قادمة، تفضي الى اعادة بناء مجلس النواب من الاساس، وفق قواعد سياسية مختلفة، يكون فيها العمل الجماعي المتناغم المتجانس هو السائد .. لا مجالس بنيت طيلة عمرها البائد على شخوص وافراد ..!؟
كتب : ايهاب سلامة - لست من المتحمسين للنواب ولا لمجلسهم الذي من شدة ما انتقدناه محاولين ـ عل وعسى ـ اصلاحه، يئسنا، ووصلنا الى الحائط المسدود، ولم يعد يثير قريحة الكتابة لدينا قيد انملة، فمللنا منه وممن فيه، وملّ ومن فيه منا..!
رغم هذا، الا ان الحالة التي وصل اليها النواب هذه الايام، باتت تدعو حقيقة للشفقة، بعد أن كممت افواههم وصارت حصانتهم مهددة بالرفع، ان رفعوا اصوتهم، في مشهد تختلط به اوصاف المخجل بالمحزن والمعيب ، حتى بات يشبّه لنا مجلس النواب كـ"حضانة اطفال" يكون من فيها عرضة للتوبيخ والعقوبة ، اذا لم "يقصوا اظافرهم" ..!
الاستقواء على النواب، تزامنا مع المزاج الشعبي النافر منهم اصلا، امر خطير له حسابات ابعد من تحليلها كمناكفات وتجاذبات سياسية أو فرد عضلات بين هذا وذاك، ومع هذا وذاك، بل هو مساس بهيبة المؤسسة التشريعية، المتصدعة جدرانها اصلا، ويطرح مخاوف انهيار " فكرة الديمقراطية" كلها وموتها في الوجدان والقناعات الشعبية ؟!
ان لا يجروء نائب على قول ما يريد، بالشكل الذي يريد، دون ان تقوم الدنيا عليه ولا تقعد، امر مناف لابسط قواعد اللعبة الديمقراطية، ويرسّخ المزيد من القناعات المزروعة في عقلية الاردنيين بان عملية الديمقراطية عندنا ليست اكثر من مجرد "ديكور" سياسي، وفاترينة تعلق فيها بضائع الحكومات الكاسدة ..!
بالاصل، يفترض بالمواطن العادي ان يبدي رايه كيفما ومثلما يشاء دونما خوف من عواقب وتبعات .. فما بال من يفترض به ان يكون نائبا منتخبا ممثلا للشعب، ورقيبا حسيبا على الحكومة ؟
استفزتني حادثة جرت مع النائب معتز ابو رمان قبل ايام، الذي هُدد بـ"فرض عقوبات" عليه لما اعتبر تطاولا على رئيس المجلس عاطف الطراونة، وانتهت القصة لاحقا على غرار مسلسلات "وضحة وابن عجلان"، بـ"صفح" الرئيس عنه، فطويت حادثة "الاسد والنعامة" التي اثارت القضية، لكنها لم تطو من عقولنا مشهدا اظهر كيف تدار عندنا الامور التي تتحول في لحظة وضحاها الى مشكلات وازمات، تتطلب الاستنفار السياسي للاحتواء .. لتنتهي لاحقا على طريقة بوس اللحى وتطييب الخواطر، فيما يتناطح سياسيو وبرلمانيو الدول التي تحترم مؤسساتها الديمقراطية، ويتعاركون يتصايحون ليل نهار، لغايتين اثنتين فقط ..الوطن والمواطن، دون ان يشعر ممثل الشعب انه مهدد بلحظة ..- جراء انفعاله لحظة - بالعقوبة ورفع الحصانة ؟!.
الضعف الازلي للمجلس النيابي الواهن الهش الذي زاد من تغول السلطة التنفيذية التي تعزف ايقاعها بشكل منفرد، وتسيطر على المسرح والعازفين والجمهور وحتى التذاكر .. دون سلطة رقابية فاعلة رادعة .. افقد الشارع امال علقها ذات يوم، بان تأخذ السلطة التشريعية الرقابية دورها بالمسائلة الحقيقية، والمحاسبة الفعلية، لحكومات اخطأت وقصرت وفشلت .. ويتحول مجلس الشعب من مُؤثر عليه وتابع.. الى مؤثرٍ ٍ ومراقب ومحاسب ويتسلم زمام مبادرة الديمقراطية الحقيقية .
بالطبع، لن يحدث هذا الامر اذا لم تتغير الية وصول النواب للمجلس، عبر قانون انتخاب قادر على ايصال كتل حزبية وسياسية متناغمة الفكر والاداء، بعد ان ثبت فشل تجربة الكتل البرلمانية التي ولدت بعملية "قيصيرية" وحاولت جمع متناقضين مختلفين بالفكر والسياسة.. على مائدة "فكرة واحدة" ..!؟
بالتأكيد .. لا تنال المطالب بالتمني، بل بضرورة استثمار حالة الوعي الشعبي الاردني، في العمل على انتاج مرحلة مستقبلية قريبة قادمة، تفضي الى اعادة بناء مجلس النواب من الاساس، وفق قواعد سياسية مختلفة، يكون فيها العمل الجماعي المتناغم المتجانس هو السائد .. لا مجالس بنيت طيلة عمرها البائد على شخوص وافراد ..!؟
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |