الأم ..


جراسا -

تناولت وسائل اﻹعلام ما أصبح يسمى يوم المرأة والذي كان قد مضى وتبعه يوم آخر للمرأة بصفتها أما وأن المرأة تستحق أن يكون لها يوم ﻷن الحقيقة تقتضي أن يكون لها يوم يتمثل باﻻهتمام بهذه الصفة لتتناسب مع ما تعطيه هي أو كانت قد أعطته .. فاﻷمومة تبدأ بالوﻻدة بل تبدأ قبل الوﻻدة من خلال حضانة المرأة للجنين في جسدها "فترة الحمل" وتبقى تنتظر ذلك اليوم الذي ترى فيه جنيتها وقد برز إلى الحياة بفارغ الصبر لتبدأ العلاقة مع هذا الطفل بالعناية الحثيثة والمكثفة إضافة إلى اعطائه من جسمها حليبا أو لبنا لترضعه وهذا يعني أنها تهتم به كل يوم عناية وإرضاعا .. فكيف نحجم هذه المرأة لنهتم بها بيوم واحد مع أننا تلقينا منها الاهتمام والعناية والرعاية أياما بل سنوات أليس في ذلك ظلم للمرأة أن نحصر اﻻهتمام بها في يوم واحد بالسنة ؟!

إن الحق والعدل يتطلبان أن تكون اﻷم موضع رعاية وعناية واهتمام على مدار العام.... والسؤال متى يكون ذلك ؟

ليس خفيا إن مد الله في عمرها بعد أن تولت حمل هذه المسؤوليات وواجهت مراحل في الحياة تكون فيها ضعيفة ما يقتضي اﻻهتمام بها ليس على معيار القياس لما قدمته فذلك مستحيل ﻷن اﻷم ترفض أن تتم معاملتها على المعيار المادي بل تتقبل وتتوقع أن تتلقى اﻻهتمام الروحاني النفسي فتعطى قيمة اجتماعية في المجالس وقد نشأنا نحن في اﻷردن على وجه الخصوص والعالم العربي على وجه العموم على مبادئ مصدرها روحاني سماوي قال تعالى " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًjavascript:;ا " صدق الله العظيم تأمرنا هذه اﻵية أن نعطي اﻷم بعض ما تستحق ﻻ للانتقاص من حقها بل لعجزنا أن اعطائها كل ما تستحق ..ما يثير السؤال ماذا يجب أن نعطيها علنا أن نوفيها بعض حقها ... نعطيها في حالة صحتها السليمة .. المحبة واﻻهتمام والرعاية والتقديم علينا في كل المناسبات والظروف فعند زياراتنا التي تتطلب وجودها على المستوى اﻻجتماعي على سبيل المثال يتوجب علينا اعطاءها أهمية خاصة كأن ندخل زائرين إلى منزل أو مناسبة لتكون هي صاحبة اﻷولوية في الدخول وتقديمها في الترحيب واعطائها الصدارة في الجلوس كما يتطلب اﻷمر رفض أي تكريم للابن ما لم يكن قد سبقه تكريم للأم أوﻻ

أما في حالة ضعفها الصحي فهذا يعني ايلاءها أعلى درجات الخدمة العلاجية ليس ﻷنها مريضة بل بهدف إزالة الآلام وبشعور داخلي بل وبرجاء إلى الله عز وجل أن يمد في عمرها .. ومن زاوية ثالثة وقد تختلف من شخص إلى آخر فإن الواجب اعطاءها اﻷولوية من الناحية المالية إذا كانت الظروف تتطلب اعتمادها على أوﻻدها فيتوجب تفضيلها على النفس واﻷوﻻد ﻷنها هي اﻷصل فهي اﻷم التي أعطت واعتنت وربت والتي يتوجب اﻻحتفال بها ليس يوما واحدا في السنة ما دامت على قيد الحياة ولكنني أتفهم عيد اﻷم ليس لمن يعرف ما تم ذكره بل لتذكير من قد نسي ما تم ذكره مع تمنياتي لكافة اﻷبناء أن ﻻيكونوا في حالة تقصير في اﻷداء لرعاية أمهاتهم واثقة أن اﻷم التي أنجبت ﻻ تطلب من ابنها فوق ما يستطيع ﻻ لشئ إﻻ ﻷنه وإن كبر وبلغ سن الرشد فلا يزال في نظرها موضع العناية في استيعاب حنانها وعاطفتها ﻷنها هي اﻷم وستبقى كذلك ما شاء الله لها من طول عمر




الخبيرة التنموية دلال عبد الحليم الفاعوري



تعليقات القراء

مهداه للغالية أمّي
أمّي كتاب طاهر ومقدّس
منه استقيت الحبّ في نبضاتي
فعلى جبينكِ قد نثرت حدائقي
ونثرت فوق حدائقي قبلاتي
وأهيم في عينيكِ ألمح جنّتي
وعلى كفوفكِ قبلتي وصلاتي .

كلمات عزت أمين قوقزة
29-03-2015 02:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات