في ذكرى معركة الكرامة


في كل عام في الحادي والعشرين من شهر اذار تفوح في الافق رائحة وعبيق نصرا تحقق على ارض الاردن الحبيب ، هذا النصر سجله جنود نا البواسل من جيشنا العربي داحرين عدوانا صهيونيا استهدف ارض العروبة للاستيلاء على مواقع استراتيجية تحقق له امنه وامانه ، ان هذا التاريخ يذكرنا بمعركة اعادت للامة العربية ثقتها بنفسها واعادت الامل بالقدرة على دحر وهزيمة جيش خيل اليه انه لا يهزم .

ففي عام 1968 في مثل هذا اليوم سطرت قواتنا المسلحة اروع البطولات ، بطولات الكرامة والمجد دفاعا مستميتا عن ارض العروبة والامجاد ،محققة نصرا على جيش دولة استطاع فبل هذا التاريخ بعدة أشهر, من هزيمة ستة دول عربية بجيوشها الجرارة اسفرت عن سقوط سيناء والجولان والضفة الغربية, لتصبح تحت السيطرة الإسرائيلية ، هذا النصر الذي تحقق بعزيمة الرجال الرجال، رجال الاردن الذين لم يخيم عليهم الاحباط ولا الياس من خروجهم من حرب خاسرة ، فقد كانوا كالأسود واضعين في اذهانهم ان المعركة هي معركتهم وان الهزيمة التي منيت بها الجيوش العربية عام 67 ، كانت هزيمة للسياسة العربية الغير مخططة وسوء ترتيب بين القوات العربية المشاركة في تلك المعركة، ولم تكن هزيمة للجندي العربي ..

ان ما حققه جيشنا العرب الباسل والمقاومة الفلسطينية في معركة الكرامة كان قد اعطى وبعث الامل من جديد في الدول العربية التي خرجت مهزومة امام جيش دولة اسرائيل خلال ايام معدودة ، هذا الامل اعاد الروح المعنوية والثقة في النفس لدى قيادات الجيوش العربية كاسرين الطوق الذي كان يضلل دولة اسرائيل بان جيشها الاسطوري لن يهزم  .

فمعركة الكرامة قلبت الموازين العسكرية وتحطمت أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، حيث ان النتائج التي تحققت في المعركة كان لها صدى سياسيا واجتماعيا ،اذ تحولت لغة الخطاب السياسي الاردني والعربي الى تناول قضية فلسطين في المحافل الدولية ، اضافة الى انها عززت اواصر الوحدة الوطنية وزادت من التلاحم بين القيادة والشعب وبين الشعب نفسه .

ان معركة الكرامة قد شكلت نقطة فاصلة وحاسمة في التاريخ العسكري الحديث، فقد رفعت من معنويات الامة بأكملها، وكان لها دور كبير في تحفيز الدول العربية لدخول الحرب مع اسرائيل في عام 1973.

فقد شكل هذا النصر في هذه المعركة كسرا لشوكة قوات العدو الاسرائيلي الذي لم يفع في حسبانة صمود قواتنا المسلحة وقتالهم المستميت عن ثرى هذا الوطن ، ولضراوة القتال كان فقد طلبت اسرائيل ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وقفا لا إطلاق النار نتيجة لما لحق بهذا الجيش الغازي من خسائر كبيرة المح اليها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي حينه حاييم بارليف الذي قال" ان اسرائيل فقدت في هجومها الاخير على الاردن اليات عسكرية تعادل ثلاثة اضعاف ما فقدته في حرب 1967"، الا ان جلالة المغفور له بإذن الله الملك حسين بن طلال رفض هذا الطلب اوقال «لا وقف لإطلاق النار ما دام هناك جندي واحد على الأرض شرق النهر" لدلالة على ان الارض الاردنية لا تستباح لاحد مهما عظمت قوته .

وهنا في هذه الذكرى يطيب لنا ان نستذكر صمود قواتنا الباسلة ونقول لهم كل عام وانتم بخير، فانتم سياج هذا الوطن وسده المنيع امام كل اعداء الامه. كما يطيب لنا ان نتذكر شهداء هذه المعركة الأبطال الذين رووا بدمائهم أرض المعركة وضحوا بأرواحهم لكي يحافظوا على وطنهم ليظل وطنا عزيزا قويا محرما على كل من تسول له نفسه الاعتداء عليه أو المس بكرامته. حمى الله جيشنا وعزز علينا الامن والامان في ظل القيادة الهاشمية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات