غرايبة يكتب: خيبة بلون " التركواز "!


خاص - كتب ادهم غرايبة إتخذت أمانة عمان العتيدة قرارا " تاريخيا " بتغيير لون زي عمال النظافة في كوادرها من اللون البرتقالي الى اللون " التركوازي " , القرار أتخذ على قاعدة أنه يستجيب لما قالت الأمانة ذاتها أنه " إستجابة لمطالب العديد من المواطنين و شقيق الشهيد معاذ الكساسبة, حيث أصبح اللون البرتقالي مرتبطا بالممارسات الإرهابية لتنظيم داعش .. " !

إذا , عن دون عشرات المطالبات لاهالي عمان بما يخص جماليات المدينة و النقل فيها مثلا , إختارت " الأمانة " أن تستجيب لمطالب تغيير زي العمال من البرتقالي الى التركواز ! و الحقيقة أني غير مقتنع ان ثمة مطالب جدية من عامة الناس بهذا الخصوص .

حسنا . ماذا لو أن تنظيم داعش قرر من باب المناكفة و " الولدنه " أن يغير لون زي الأسرى لديه الى اللون التركوازي هو الاخر ! , هل سيتخذ امين عمان الفذ قرار جديدا بتغير لون زي عماله من التركواز الى الاصفر و ندخل في حلقة لا تنتهي من الالوان ؟!

مطالب عامة الناس في بلدنا جوهرية اكثر مما تعتقد نخب عمان , و لم نصل الى الرفاه الذي نتمكن فيه من المطالبة بتغيير الوان زي عمال النظافة الذين يحتاجون الى إسناد اكثر مثل الكمامات و الخوذ و المجارف و الكفوف و الاهم الى اسطول نظافة من حافلات تعمل بكفأة و الى توزيع حاويات تكفي حاجة المدينة , فضلا عن تطبيق فكرة فرز النفايات لتدويرها , فإلى متى تبقى سياسية " التدوير " مقتصرة على المناصب فقط ؟!

لا " التركواز " و لا بدعة " اللا مركزية " هما مطالب الناس و همومهم . اللون البرتقالي لا يرتبط حقا بالارهاب , كما ادعت امانة عمان ! اللون الاحمر , كما هو معروف , لون " الثورة " فيما اصبح البرتقالي لونا للتغيير السلمي النابذ للعنف ! و فكرة اللامركزية التي تم الحديث عنها قبل اكثر من عقد من الزمن و اسقطها التداول الشعبي حينها عادت من جديد لتحويل أنظار الناس عن الكوارث الحقيقة التي تستحق المواجهة و تتطلب جهدا رسميا .

أول فكرة توحى اليك حينما تسمى " باللامركزية " هو ان مساحة الاردن تقرب من مساحة الصين ! و ان ثمة اقليم تبعد عن "المركز" بالاف الكيلو مترات في حين انك تتناول فطورك في اربد و يمكن ان تتناول وجبة الغذاء في العقبة حتى مع تردي شبكة النقل العام !

تزعم الحكومة أن طرحها لقانون اللامركزية , الذي يظن " معالي الرفيق " الكلالدة ان الامر مدعاة فخر له , يأتي " للتوسع في تبني الانتخابات الديمقراطية نهجاً لعمل الدولة ولزيادة المشاركة الشعبية في صنع القرار وتنفيذه " ,
بحق السماء لا تتوسعوا في ديمقراطيتكم ! ارجوكم اعيدوا تضيقها علينا !
أي ديمقراطية تريدون عمل صيانة لها من اجل توسيعها في الوقت الذي يعاقب فيه سفراء بوزارة الخارجية لانتقادهم لوكيلها الحصري ؟
وسعوا شوارع قرانا و عبدوها و " يخلف عليكم " ! .

إذا كان الناخب لا يذهب للتصويت لمجلس النواب , الذي تم تشويهه بنماذج سيئة قصدا , فكيف سيذهب للتصويت لمجالس شكلية لا حاجة له بها في ظل وجود المجالس البلدية التي لا تلقى الدعم و التطوير و الرقابة و في ظل وجود " محافظ " سيتم تعيينه رئيسا للمجلس اياه في مخالفة لروح الديمقراطية التي يتحدثون عنها ؟!
كيف سيشارك الناخب بجرم تفتيت البلد , و فوق ذلك تحمل تكاليف إنتخابات لا حاجة لها بها و رواتب لاعضاء تلك المجالس التي ستزيد من الترهل الاداري للدولة ؟!
هل يغفل وزير الاشغال العامة اليوم عن إحتياجات محافظة اربد , مثلا , و ينتظر قرارت مجلس المحافظة اللامركزي لصيانة الشوارع فيها ؟

في الوقت الذي يطالب الناس بتطوير الخدمات العامة من صحة و تعليم و خدمات بلدية و لجم لجموح الغلاء و الفوضى الضريبية و استعادة المال العام , ترد الحكومة بالتركواز و قانون اللامركزية !!
عموما , إرفع رأسك !



تعليقات القراء

اسماعيل
لا تزال أمانة عمّان ترزح تحت ثقل ما ورثته من الإدارات السابقه من وجود موظفين وبعض مديري المناطق يتصرفون بعقلية القرن الماضي مما ينعكس سلبا على المواطن ومعاملاته .
رد بواسطة مفتح ما شاء الله
هذا اللي افهمته من المقال ؟!!
09-03-2015 09:41 AM
التركواز
ياي التركواز لون حلو كتير
09-03-2015 10:42 AM
مزبوط
كلام موجع وبالصميم
09-03-2015 11:36 AM
قوس قزح
لا تنسو شركة الخلوي "اورانج" عليها ان تغير اللون البرتقالي اسوة بامانة عمان
09-03-2015 11:44 AM
نسرين خير
يصراحه عجبتني فكرة تدوير المناصب وتدوير النفايات .... حبيتها لدرجة الوجع ...!!!!! حبيتها قد الوطن ...!!
09-03-2015 02:25 PM
نبيل
زمان عنك ...رائع
10-03-2015 02:25 AM
طبوش
انت رهيب ، اقولك بدكش تدوير ، خلي التدوير للجهتين اللي ذكرتهم. يسعدك.
10-03-2015 12:51 PM
منهل
المقال كثير حلو , و لغتك قوية . اذا مجلس النواب نفسه ما فيه فايدة , بدك مجالس المحافضات يصير فيها فايده ؟
الموضوع كله عملية الهاء و ذر الرماد في العيون حتى تشتغل الناس ببعضها
عيني عليك يا غرايبه .
22-04-2015 08:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات