وقفة تأملية في خطاب جلالة الملك الذي جاء في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية ودول الجوار الملتهب الذي اصبح مسرحا للصراعات الإقليمية والطائفية وحاضنة للتنظيمات المتطرقة التي عاثت في المنطقة فسادا بخروجها عن المألوف الانساني والقيم الاسلامية الحميدة .

جاء خطاب صاحب الجلالة معززا الههم والعزيمة في ابناء شعبه ، هذا الشعب الذي لم يسجل عليه موقف متخاذل تجاه القضايا العربية والاقليمية، شعب حافظ على تراب بلدة منطلقا من الثوابت الوطنية ان الوطن خط احمر لا يمكن السماح للتعدي والمساس به من اي متربص وحاقد ، هذا الوطن الذي يرقى بهمم أبناءه الذين حملوا راية الثورة الكبرى والذين ما تناسوا يوما بان كرامة بلدهم وترابه هي من كرامتهم ، لهذا عاهدوا بان الاردن لن يطاله ضيم ولن تطال منه اي شرذمة حاقدة لتفتيت وحدة شعبه ووحدته الوطنية التي رسختها الروح الانسانية التي تتجسد في هذا الشعب الطيب .

ان خطاب جلالة الملك جاء ليعلن على الملاء ان الاردن قوي بقوة وعزيمة أبناءه وتماسكهم وان لا خوف على مستقبل الاردن مهما حاوطتنا التحديات ومهما حاولت قوى الشر المساس والنيل من سيادة هذا البلد.

ان امتداد ساحة الامن والامات داخل خريطة الاردن الغالي التي تعمقت بعزيمة وانتماء ابناء الاردن في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة هي بمثابة واحة امن وسلام لاحتضان كل من فقد الامن والامان في بلده وهي مفتاح المستقبل الامن لأبنائنا.
 
نعم ان بعد نظر صاحب الجلالة هو بمثابة المرآة التي يرى فيها كل ابناء الوطن مستقبلهم، فمن اولى اهتماماته في الحس الوطني احتضان هموم شعبة لإخراجهم من بوتقة المعاناة والخوف على مستقبلهم الى مستقبل واعد و مشرف وحياة افضل .

فبهمتكم سيدي وعزمكم المتواصل على الرقي بمكونات هذا البلد هو من عزز الوحدة الوطنية والتي عبرتم عنها جلالتكم في لقاءاتكم بانها العمود الفقري لأمن الأردن ، فهذه الوحدة التي هي مصدر قوته وامنه الذي تعزز بالانتماء الصادق لأبناء شعبنا وبهمة قيادتكم الحكيمة.

فالأردن كان وسيبقى واحة امل لمستقبل وحاضر أبناءه وسيبقى درعا مصانا و سدا منيعا في وجه كل التحديات و كل اطياف الشر وفاقدي الانسانية.

فدعوتكم سيدي لأبناء شعبنا من الاردنيين والاردنيات للتسلح بقيم المواطنة بالفكر الحضاري ورفض كل الافكار الهدامة والافكار التطرفية والاجندات التي قد تستبيح عقول ابنائهم مؤدية بهم الى التهلكة والظلام لدلاله على حرص واهتمام جلالتكم على مستقبل ابناءنا جيل المستقبل الواعد . فسيبقى الاردن بخير طالما انتم سيدي بخير حمى الوطن وجعلك ذخرا له.