ايهاب سلامة يكتب: "الاخوان المسلمين" .. من يحسم الصراع ؟


ايهاب سلامة يكتب - تقديم اعضاء وقيادات "منشقين" عن الاخوان المسلمين طلبا بترخيص "جمعية الاخوان المسلمين" لدى وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، يعد انقلابا داخليا بامتياز، ويعني ان الامور بين طرفي المعادلة ستشهد تصعيدا لاحقا، ربما لا يدري احد ، ولا حتى هم انفسهم الى اين سيفضي.

قيام قيادات من الاخوان على رأسهم المراقب العام السابق للجماعة عبد المجيد الذنيبات، ومنظر ما عرف بمبادرة زمزم ارحيل الغرايبة، بترخيص  "جمعية الاخوان المسلمين" يطرح تساؤلات عديدة وهامة حول مصير "الجمعية الام" واعضاءها، والى من ستؤول اصولها ؟ ومن سيمسك بزمام اللعبة الان ؟ وهل يعني ان الحكومة قد تعاملت مع طلب ترخيص "جمعية الاخوان" كجسم منفصل عن "الاصل" ام انها اعتبرته او اعتمدته ترخيصا للجمعية الاساسية غير المرخصة ؟.

الامر بكل ما في المعايير من دقة يختلف تماما بين هذا الامر وذاك، وحساباته ايضا تختلف، وبعيدا عن مفردات الانشاء حول دور ومكانة الاخوان المسلمين كلاعب اساسي في ساحة السياسة الاردنية وغيرها، الا انه يبدو بان الايام القادمة حبلى بمزيد من التأزيم والتصعيد، بين طرفي الصراع ، (الاصل والمنشقون) ان جاز التعبير، فالتهديد الذي يواجه "كيان" الاخوان المسلمين بوجهة نظر مراقبين ومحللين، خطير وغير مسبوق، فيما يرى القياديون المنشقون انه اصلاح واجب الاستحقاق تاخر تنفيذه.

الحكومة، بطبيعة الحال، لن تكون بعيدة عن مرمى نيران الاخوة المتصارعين، ومرشحة للدخول في مضمار رماية الازمة، بشكل مباشر، فهي ستجد نفسها مضطرة لتحدد (الصفة) لكلا الطرفين حالما تمنح الترخيص ، ما يحدد بالتالي شكل العلاقة السياسية والقانونية بينها وبين الطرفين المتنازعين لاحقا ! ، الامر الذي قد لا يسلم به طرف للاخر .

الصراع الان تحول من حكومة واخوان، الى "اخوان" ببعضهم البعض، وهو امر ربما يبدو للوهلة الاولى انه "اراح" و"ازاح" عبء طالما جثم على صدر الحكومة، الا ان ابجديات السياسة تفيد بان التغييرات الراديكالية ، دوما يتبعها "هزات ارتدادية" ..ولا بد من وضعها في الحسبان ؟!

الحديث عن مخاوف من تبعات "العبث بملف الاخوان" ما عاد مجديا، خاصة وان الامور اخذت منحى ومنحنى، لا يمكن العودة منهما الى الامس، وفي ذات الوقت، فان نتائج (صراع الاخوة) ببعضهم البعض، ربما ستحمل الحكومة نفسها فاتورته ووزره، رغم الانطباعات التي ابدتها ان لا ناقة لها او جمل في ما يحدث داخل البيت الاخواني.

كذلك، فان الحديث عن المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد، في ظل الاقليم الذي اصيب بمس من الجنون، وربطه بالمتغيرات السياسية الطارئة على تنظيم الاخوان المسلمين - داخليا - وعن توقيت ما جرى وهل يخدم ام لا.. يعتبره البعض "ترفا فكريا"، واضعين اي مخاوف او تبعات لا بد لاي سياسي محنك ان لا يغيبها عن باله، جانبا، حتى بدا الامر وكأن النتائج محسوبة ومحسومة ومعلومة سلفا، علما ان مالات الامور مفتوحة على مصراعيها.

اسباب "الانقلاب" في البيت الاخواني، كثيرة ومتعددة، ولها ما لها من دواع بنظر "المنشقين" قد نتفق مع بعضها ونختلف مع الاخر.

"خصوم الاخوان" المتفرجون على مشهد "خصومة الاخوان" ، يرفعون شعارا يكاد يكون واحدا مفاده : " فخار يكسر بعضه".. وهو بالطبع موقف قصير النظر، وغير دقيق ومحسوب، وساذج، سيما وان هذه الخصومة الاخوانية تجري على الساحة السياسية الاردنية الداخلية ، ولا يمكن عزلها بشكل او باخر عن مخاوف حقيقية يجب اخذها بالحسبان، حول تداعيات ونتائج وارهاصات قد تحملها الرياح بعكس ما اشتهت سفن خصومهم ؟.

قانونيا، فانه لا يمكن بحال من الاحوال ان يتم التعامل مع جمعيتين للاخوان المسلمين، واحدة مرخصة واخرى غير مرخصة، لذا فان الحكومة ستجد نفسها في نصف الصراع شائت ام ابت، خاصة وانه من المستبعد ان يسلم كلا المتنازعين الامر للاخر ؟!

سياسيا، العمل على تحويل الاخوان المسلمين من "تنظيم دولي" الى "تنظيم دولة" خاضع لقانون الجمعيات او الاحزاب، امر يتعارض بالمطلق مع سياسة "الجمعية الام"، باوجه متعددة، خاصة وان القانونين الاحزاب والجمعيات، تصطدمان مع "سياسات" للـ"جماعة" بما انها هي الاخرى فرع لاصل من تنظيم دولي ؟!

وسياسيا ايضا، هل تتيح وتبيح لوائح التنظيم العالمي وبالتالي المحلي الداخلية ، لفئة من الجماعة القيام بما قام به القياديون الاخوانيون "المنشقون" عن "فرع الاردن" ام انه بالتالي يعد انسلاخا كاملا وتاما عن التنظيم العالمي ؟

والاهم ، كيف ستتعامل الحكومة لاحقا مع هذا الكيان وذاك ..هل باعتبار هذا مرخصا وذاك مخالفا ؟ وكيف ايضا ستتعامل (قانونيا) اذا ما فصلت "لوائح التنظيم الداخلية" للجماعة التي تنظم عملها، بين الفئتين المتخاصمتين لفئة دون الاخرى؟  سيما وان مجلس شورى الجماعة استبق خطوة الترخيص بفصل من تقدموا به من الجماعة، الامر الذي يرشح نقل ملف النزاع بين الطرفين الى اروقة المحاكم قريبا ؟! 

الكرة الان بين فريقين اخوانيين.. والحكومة تلعب دور الحكم المراقب من خارج الملعب، كونها "مباراة داخلية "، والسؤال : هل ستبقى الكرة في ملعبيهما، ام انها ستنتقل لملعب الحكومة لاحقا، وربما لملاعب اخرى ؟..



تعليقات القراء

ابو قتادة
كلام خطير
03-03-2015 11:37 PM
سالم الخوالده
كلام جميل جدا لاكن هل يبقى الاخوان في الاردن رهن تعليمات الخارج على الرغم انه حزب اردني كان الافضل ان ينشغل الحزب بالهم الاردني بدلا من هموم الدول الاخرى ويبقى اردنيا خالصا ليس لاحد اي سلطه عليه
04-03-2015 12:33 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات