جراسا -

خاص - نضال سلامه - أبت شركة الكهرباء إلا أن تظهر لنا المزيد من خوارق العادة التي لم يسمع بها من قبل ولم تر إلا على أيديها خاصة في المناطق والمحافظات خارج العاصمة .

كنا نسمع بالموت بطرق مختلفة ولكن "الكهرباء" استحدثت طريقة جديدة لقتل الأردنيين باهمالها عن طريق الهواء النقي الذي بات الشئ الوحيد الذي يمتلكه الأردنيون .

كانت لـ"جراسا" جولة على واقع خدمات الكهرباء واختارت محافظة الكرك وتحديدا المنطقة الواقعة في مثلث الثنية وكذلك غربي لواء مؤتة وبرفقة الأستاذ باسل الحروب حيث عاينا كيف يحرم الأردنيون هناك من التمتع بالهواء النقي بل يكونون عرضة للقتل المجاني على أيدي شركة الكهرباء .

أسلاك من الضغط العالي ملامسة للأشجار والتي بفعل الاحتكاك تعرت وأضحت محولا لتفريغ الشحنات الكهربائية في الشجر و على الأرض والتي بمجرد أن يقترب انسان منها يصاب بصعقة كهربائية قد تودي على الأغلب الى الوفاة ، دون أن تتحرك كوادر الكهرباء لقطع أغصان تلك الأشجار عن الأسلاك .

أضف الى ذلك أعمد الكهرباء الآيلة للسقوط والتي أصبحت تلقب بـ"أبراج بيزا" أسوة بالبرج الايطالي الشهير ، إلا أن البرج الايطالي أضحى ثروة وطنية لبلاده ، ولكن أبراجنا تحولت الى ناهبة للثروات البشرية وحاصدة للأرواح .

أيضا رصدنا محولا كهربائيا يغذي معظم لواء مؤتة وعلى ما يبدو قد فتحته شركة الكهرباء موئلا للعابثين والتائهين من كافة المخلوقات حيث يحلو لهم العبث كيف يشاؤون و يصبح آلاف السكان تحت رحمة يد العابثين من البشر والحيوانات الضالة ، فلا أقفال على شباك المحول ولا حماية كفاية .

والمصيبة الأعظم الطريقة الخاطئة في ربط الأسلاك باستخدام أسلاك ربط مخصصة للبناء وليست مصممة للكهرباء مما يبقي الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي عرضة للتعرية تلقي بشحناتها الكهربائية في الهواء وعلى الأرض و تعرض حياة المواطنين للخطر .

أين هذه الصور عن هيئة الطاقة وادارة شركة الكهرباء التي لطالما تشدقت اعلاميا بأدائها المتميز خلال عاصفة "جنى" الأخيرة ؟ وقد ذهبت العواصف وذابت الثلوج فهل تنتظر الكهرباء أن يوقع الآلاف من سكان تلك المنطقة بأرواحهم و دمائهم حتى تتحرك .