جراسا -

مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل - دافع الالاف من المغردين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف البلدان العربية بضراوة عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد خبر تصنيفها كـ"منظمة إرهابية" من قبل محكمة القاهرة للأمور المستعجلة،ولك رفضًا للقرار الذي اعتبروه خدمة مجانية لـ"إسرائيل" وخنجرًا في صدر المقاومة الفلسطينية.

وغرد آلاف النشطاء والمفكرين على "فيس بوك" و"تويتر" على هاشتاقات سرعان ما انطلقت فور صدور الحكم، وكان منها "#حماس_مقاومة"، و"حماس_مش_ارهاب"، كما انتشر في الخليج العربي "#حماس_منا_ونحن_منها"، ووجدت تفاعلًا كبيرًا.

وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قضت أمس باعتبار حماس "منظمة إرهابية"، بذريعة تدخلها في الشأن الداخلي المصري، وذلك بعد نحو شهر من اعتبار نفس المحكمة كتائب القسام الجناح العسكري للحركة "منظمة إرهابية".

وقوبل الحكم الذي وصف بـ"السياسي" برفض رسمي وشعبي واسعين، على اعتبار أن حماس حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وأنه لم توجه بندقيتها نحو أي من الدول العربية يومًا، ساخرين منه بالقول: "إذا كانت حماس إرهاب فمن المقاوم !".

وجاء في التحديث الأخير للهاشتاقات الأكثر تفاعلاً حتى لحظة كتابة الخبر أن هاشتاق حماس منا ونحن منها نحو60 ألف تغريدة، و"حماس مقاومة" 22 ألف، و"حماس مش إرهاب" 9 آلاف تغريدة على موقع تويتر.

وفي تغريدة له على الحكم، أعرب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "يوسف القرضاوي" عن استنكاره، قائلًا: "بالأمس تجريم كتائب القسام واليوم حركة حماس ووصفها بالإرهاب.. أصبحت قدرة النظام المصري على الإجرام أكبر من قدرة العقلاء على متابعة جرائمهم وانكارها".

ويدافع الداعية سلمان العودة على القرار بالثناء على الحركة ووصفها بـ"رمز المقاومة" ويغرد قائلًا: "حماس رمز للمقاومة الوطنية الرشيدة الناجحة (لن يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم) وهم منصورون بإذن الله".

ويعرب النائب الكويتي السابق مبارك الوعلان عن استغرابه من القرار، ويقول: "إن لم تستح فأفعل ما شئت.. من السخريات عصابة السيسي قاتلة الأطفال والنساء والعلماء تصنف حماس على أنها منظمة إرهابية.. ياللعجب".

ويعلق الناشط الخليجي عمر عيسى على القرار إن "حماس تتشرف بمثل هذه التهمة من قضاء الانقلاب، فبعض التهم شهادة عز وفخر لأصحابها، فكيف بتهمة الإرهاب من قضاة الانقلاب، وهذا يثبت أن حماس مقاومة".

ويرى المعارض الخليجي فهد العوهلي أنه لابد تأييد حماس، كونها تقاتل عدوًا، بغض النظر عن أخطائها، فكتب: "بصرف النظر عن أخطائها، هي تقاوم عدو صهيوني غاصب، إما الوقوف معها أو مع الصهيوني لا حياد أو خيار ثالث .. أنا مع حماس".

الداعية أحمد بن سعيد نظم بيتين من الشعر في مدح حركة حماس، قائلًا: "الله يشهد أنه كذاب والكون والتاريخ والاحقاب .. رمز النقاء هي حماس وهو نقيضه وهو الذي عنوانه الإرهاب".

فيما كتب شاب مصري: "والله لو أشار محمد ضيف (القائد العام لكتائب القسام) لجنوده بتطهير سيناء فجرًا، لصلى أماما بهم فيها عصرًا"، فزاد عليه الناشط الفلسطيني محمد القطراوي: "ولكنكم لستم هدفهم".

كما انتشرت عشرات الرسوم الكاريكاتورية والصور الساخرة من القرار، وجاء في احداها للفنان بهاء ياسين أن صحفيا يسأل عنصر بكتائب القسام يهم بتوجيه صاروخ نحو الاحتلال الإسرائيلي ويدعى "أبو العز" عن ماذا تقول في القرار المصري، فيرد: "مش فاضي للكلام الفاضي".

ويرى مراقبون أن الحكم من شأنه زيادة عزلة حماس التي حظيت بالدعم المفتوح من مصر إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وأنه سياسي بامتياز في ظل الثغرات القانونية الكبيرة فيه.

وترتبط حماس فكريًا بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي أعلنتها السلطات أيضًا جماعة إرهابية، وشنت عليها حملة صارمة عقب إعلان الجيش عزل الرئيس محمد مرسي، المنتمي للجماعة، عام 2013، إثر احتجاجات على حكمه.

وأخلت مصر مؤخرًا منطقة رفح، الواقعة على حدود قطاع غزة، من سكانها، وهدمت الأنفاق الموجودة في المنطقة. واتهمت الحكومة المصرية حماس بنقل أسلحة ومقاتلين إلى سيناء، الأمر الذي تنفيه حماس بشدة وتؤكد بشكل متواصل أن سلاحها لا توجهه إلا لـ “الاحتلال الإسرائيلي“.