جراسا -

خاص - تصوير فارس خليفة - نظمت المنظمة الطلابية في شبيبة الحزب الشيوعي وقفة احتجاجية اليوم الثلاثاء 24/2/20105 امام وزارة التربية والتعليم للمطالبة بإصلاح المناهج الدراسية وتغليب المنهج العقلاني والمحدث على المقررات الدراسية.
بالصور ... الحزب الشيوعي امام التربية والتعليم يطالب بإخراج داعش من المناهج


والتي تضمن ديمقراطية التعليم وانشاء جيل مثقف علماني يؤمن بالمساواة والعدل والقيم الانسانية، ومساهمة في خلق ثقافة وطنية جديدة تقوم على مبادئ مثل حسن الجوار والعيش المشترك، تعد مهمة وقيمة للأجيال المقبلة، التي سيساهم تأسيسها بهذا الشكل، بتخريج أجيال تنبذ قيم العداء والحرب، وتنتصر لقيم السلام والتسامح.

وطالب المعتصمون بضرورة خلق مناخ ديمقراطي بين المعلمين وانشاء معاهد لانشاء المعلمين تقوم ببناء كادر تعليمي يهدف الى رفع سوية الطالب بعيدا عن الفقرات ذات التوجه الداعي للقتل وسفك الدماء، مؤكدين ان اهم لبنة في مواجهة الارهاب هي المواجهة الفكرية وضحد الافكار الدموية في عقول الإرهابيين مما يضمن تشكيل جيل بريء من افعال الإرهابيين وبعيدا عن افكارهم وتوجهاتهم الارهابية.

واكد المشاركون ان التعديلات التي يطالبون بإدخالها للمنهج الدراسي او شطبها من المنهاج هي للمساهمة على المدى البعيد في إرساء ثقافة وطنية قائمة على العيش المشترك بين مكونات المجتمع الاردني وخصوصا الجيل الحالي والذي يسمع ويرى كل يوم عن مجازر التنظيمات الارهابية التي يقومون بها على اساس ديني.

واكدوا على اهمية اعداد المعلمين بشكل يواكب معطيات العصر الحالي وبعيدا عن سياسة التلقين بين المعلم والطالب بما ينعكس ايجابيا على التطور الفكري للطلاب، ويولد تطورا ايجابيا لديهم في تعاملهم مع الآخرين، مشددين على ان المعلم له أثر أكبر في الطالب من المناهج الدراسية، فطريقة التدريس والطرح لما هو موجود في المقررات يؤثر في الطلبة أكثر من المواد التي يتم تدريسها، كما أن الأحداث السياسية المتلاحقة التي لها أثر على الناس، ومنهم الأطفال، أكبر من أثر المناهج التعليمية.

وبدوره اكد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الدكتور عمر عواد لمراسل اصلاح جو على ان الوقفة اليوم هي للتأكيد على ان مواجهة الارهاب هي مواجهة شاملة مشددا على انها لا تقتصر على الصعد الأمنية بل هناك ضرورة لمواجهة الارهاب بالصعد الثقافية والفكرية، وشدد على ان التعليم ومخرجات العملية التربوية هي اساس لا يستهان به في مواجهة الارهاب والفكر الظلامي، ولذلك نظمت المنظمة الطلابية هذه الوقفة للمطالبة بعملية اصلاح واسعة للمنظومة التعليمية تعتمد على التعليم الديمقراطي التفاعلي ووجود معاهد لاعداد المعلمين، وشدد على ضرورة عدم احتكار التعليم النوعي على الاغنياء في المدارس الجامعات الخاصة بل يجب تقديمه لكل الطلاب وبمختلف الفئات لانتاج جيل مثقف وقادر على بناء المستقبل.

واكد عواد على انه سيعقد بالقريب مؤتمرا على مستوى الوطن لتطوير التعليم في الاردن، مؤكدا انه سيكون مدخلا لفتح حوار حقيقي مع جميع المعنيين واصحاب الاختصاص حول طبيعة المناهج الحالية وتطويرها.

وفي ذات السياق التقى الناشط في صفوف الحزب الشيوعي واصل الحباشنة امين عام وزارة التربية والتعليم وسلمه بيانا اصدره الحزب الشيوعي عن ضرورة اصلاح المنظومة التعليمية، وابدى امين عام الوزارة تفاهمه مع البيان مؤكدا على ضرورة تطوير المعلمين وبعث النصوص التي تتضمن الحض على الارهاب للوزارة من اجل دراستها والعمل على تطويرها، موجها شكره للمنظمة الطلابية في شبيبة الحزب الشيوعي على مبادرتها وحرصها على المنظومة التعليمية في الاردن.

وتاليا نص البيان الذي وصل اصلاح جو نسخة منه:
في ضوء حربنا على داعش والمنظمات الارهابية، ليس هناك شك في أن هذه المجموعات قبل أن تكون تنظيمات مسلحة كان لها بيئة حاضنة وقاعدة فكرية وثقافية غذّتها وضمنت استمرار وجودها، ومن ثم انطلقت منها، فإذن لكي نكون جادين في قطع الطريق وضمان عدم استمرار هذه المجموعات في تشويه عقول أبنائنا، يجب أن نُشير فعلياً إلى دور هذه الأفكار اللاانسانية المتطرفة، وكيف تسللت إلى وطننا وغزت عقول الكثير من أبنائنا.

وحربنا على الصعيد الفكري والثقافي ضد هذه الافكار الارهابية هو بداية قطع الطريق، فلا بد من دراسة جدية تنطلق من المناهج والمدارس والكادر التعليمي ولا تنتهي بهم.

فهناك للاسف، الكثير من مناطق الضعف التي تستغلها وتصعد عليها مثل هذه الأفكار المتطرفة، ومنظومتنا التعليمية لم تكن بعيدة عن الضعف والخلل، فالمناهج أسّست عقولاً لا تتقبل إلا شكل واحد للاستقبال وهو التلقين، مع تغييب أسس العلم الحديث ونظرياته، لتحلّ محله أفكار ونظريات عفى عليها الزمن، وتُهمل هذه المناهج دور المفكرين العِظام وأفكارهم الانسانية التقدمية، بل وتظهرهم في غاية التشويه والقبح، وتَذْكُرهم أحياناً كأفكار هامشية مُهْمَلة في التاريخ.

وتماشياً مع هذه الكتب الدراسية فقد أُفرغ النهج التعليمي من دوره الارتكازي في التربية والتعليم، ليحل محلها أساليب بعيدة كل البعد عن التعليم الحقيقي، حيث لا مكان للتفاعل مع نمط التدريس، ونقص شبه كامل للمعدات المخبرية الحديثة، وغياب كلي للفنون والموسيقى والإبداع الذهني، ولا يوجد اي مجال للحصص النقاشية في تداول الأراء، وتهميش دور الطالب الرئيسي - وهو جوهر العملية التعليمية - في القراءة البحثية والتحليل، وبهذا نفقد بناء طالب حقيقي يستند الى الحوار وقبول الاخر.

وأيضاً الضعف البارز والواضح هو الكادر التعليمي، فلا يوجد معاهد وتدريب نوعي للمعلمين، ليحملوا رسالتهم الانسانية بكل مسؤولية في تربية هذه الأجيال، ولتصعد على أيديهم أفكار بعيدة كل البعد عن الانسانية والتعليم، وتُفتح لهم ساحات المدارس وصفوفها، لأفكار وجماعات تستقطب هذه الأجيال الناشئة وتُرَبّيهم على العنف والكراهية مع أبناء صفهم وأحياناً لمعلميهم، إما لإختلاف مذاهبهم أو أصولهم أو حتى أرائهم.

وحينما نتأمل ملياً في هذا الضعف المتغلغل في جبهتنا الفكرية والثقافية ومن خاصة التعليم، أليس هذا سبباً كافياً لإستقرار واستمرار هذه الأفكار المتطرفة التي تترصد عقول أبناء الوطن.
وبذلك نؤكد بشكل جدي وبضرورة قصوى وإلحاح شديد ببناء منظومة تعليمية تقف عائق في وجه الأفكار المتطرفة وبناء أجيال واعية متعلّمة تدرك خطر هذه الأفكار، وحينها تفهم معنى البناء وليس الهدم، ونُتمّم بشكل كامل القضاء على هذه البؤر الارهابية في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة، ليضمن لنا بناء مجتمع انساني يكفل حق الآخر بالرأي والفكر والدين، وأجيال فتية تحمل دورها المهم والأساسي في إمساك زمام الأمور لتقدم مجتمعاتنا.
فبدون التعليم المستند الى التنوير والتفتح نفقد فرصة الدخول في عصر العلم والتكنولوجيا والمعرفة.