"لم تعد القدس موجودة اصبحت اورشليم"


جراسا -

بقلم - همام العسعس - "الثلوج تغطي اسرائيل والاردن ولبنان" ...هذا الخبر بالبنط العريض على قناة mtv العربية!

ذكرني هذا الخبر بذلك الزميل في المدرسة الصناعية عندما قرأ مقال عبر الإذاعة الصباحية يتحدث فيه عن حدود الاردن عندها اوقفه معلم الثقافة الاسلامية عندما قال "ويحدنا منها اسرائيل وبإرادة معلم الثقافة الاسلامية أخذ منه الميكريفون موبخا له امام الطلاب ومؤكدا على عدم اعترافنا ب"اسرائيل" وانها كيان معادي ومحتل؟!

لا ألوم ذلك الطالب ، انه اعلامنا العربي ايه السادة..هل نسميه تطبيع ، خيانه، عمالة؟!
قد لعبة المصطلحات الاعلامية دورا محوريا في ادارة الصراع العربي والاسرائيلي على مر التاريخ ، إذ ان اللعبة تبدأ بوصف شهداء غزة بالقتلى على قناة العربية في حرب 2009 لتمرير فكرة طبيعة الصراع للعقل العربي وجعله بين طرفين متساويين في الوصف ،وتجنب وصف الفلسطينيين ب"الشهادة" هذا "المصطلح" الفخري الذي يعظم مكانة الفلسطيني لدى المشاهد العربي ويحدد الصراع فهذا عدو وهذا اخ ، الا ان هذا التجنب لوصفه بالشهيد يصور للمشاهد العربي نوع من الامبالاة والطملص وعدم تحمل المسؤولية الضمائرية حتى؟!

وشطب مبدأ العروبة والقومية والاسلام ، فهذا قتيل وهذا قتيل ..هؤلاء طرفي صراع ؟!
وشيئاً فشيئاً اصبحت المصطلحات تمرر بطريقة "دراماليكية" ، اصبحت اسرائيل مظلومة في كل حرب والسبب هو صواريخ المقاومة ومن حق اسرائيل الدفاع عن شعبها من صواريخ حماس ، واصبحت هذه الاوصاف والتسميات تدار بطريقة مدروسة عبر اعلامنا العربي وعلى اكثر من قناة والعجيب انها على بعض القنوات الرسمية لحكوماتنا ، ثم خونت المقاومة واصبح تعاون العربي مع العربي خيانه وتهمة "تخابر" والتعاون مع الاسرائيلي حكمة ومظهر تفاخر وقوة ، ثم اتهم الفلسطينيين "بالارهاب " وتم التحريض عليهم بطريقة هوجاء فاشية بالتحديد عبر الاعلام المصري والرسمي منه ايضا واصبح الرويبضة يتكلم في قضيتنا ويتطاول على رموز المقاومة ورموز فلسطين في قبورهم ، وترجمت هذه الهرقعات الاعلامية لفعل عسكري ، واغلقت المعابر وغير الرأي العام واصبح الفلسطيني ارهابي والاسرائيلي صديق ، ولم يعد هناك احترام للمشاعر العربية واصبح المسجد الاقصى "مجمع ديني مشترك" واصبح الصراع عليه بين الفلسطينيين والاسرائليين ، ولم يعد للعرب ولا للمسلمين حتى؟!

اختفت مصطلحات وظهرت اخرى ، اختفى مطلح "الاحتلال الاسرائيلي" ومصطلح "الاستيطان" ومصطلح "التهويد" ، ومصطلح "المسجد الاقصى" وظهرت مصطلحات بديلة اوجدتها هذه الآلات الاعلامية العميلة..من اين اوجدتم هذه المصطلحات وفي اي مدرسة تعلمتموها واين اتفقتم على تعميمها ؟!

اصبحنا نغرق في كم التهويد للقضية ونحاول انقاذها في كافة المحافل ونسينا ان فلسطين محتلة ، وان التعريف الصحيح "للاحتلال": هو عملية استيلاء جيش دولة ما على جميع أو بعض أراضي دولة أخرى خلال فترة غزو أو حرب أو بعد تلك الحرب،وهو من أحد اشكال الاستعمار واكثرها وضوحا وقدماً واكثرها اثارةً للشعوب المستعمرة؟!

نسينا ان "الاحتلال" هو ادانة لإسرائيل ، وان مقاومته حق مشروع بكافة الوسائل اين كانت ، وان المقاومة حق طبيعي وعالمي مشروع لأي شعب محتل ، وان كل شعب محتل نال حريته واحتفل العالم له وزخرف بلاده بأعياد الاستقلال في كل عام !

اليس من حقنا ان نقاوم "الاحتلال"؟!
اليس من حقنا ان نضرب الصواريخ ؟!
ان نطالب الدول بحق عودتنا ، الم نزل مسجلين ك"لاجئين"؟!
اليس اللجوء من حرب ومن احتلال !!؟
اليس من حقنا الاحتفال بعيد "استقلال"؟!
اليس كل شعب محتل دافع عن وطنه حتى نال حريته؟!
اليست فلسطين عربية اسلامية؟!
اليست القوانين العالمية بخصوص الاحتلال وجرائم الحرب لكل انسان؟!
السنا نتمي للانسان؟!
اليست القدس عقيدة ، اليست اولى القبلتين وثالث الحرمين؟!
هل ال6 مليون اسرائيلي سلوبو حق مليار ونصف مسلم ؟!


لم يعد الفلسطيني رمز للعروبة ولم تعد القدس موجودة اصبحت مجمع ديني وقضية صراع غير محسومة ، تبدلت المعالم وتغيرت الاسماء فلم تعد تل الربيع موجودة اصبحت تل ابيب ولم نعد نذكر حيفا ويافا والجليل ، قالو لنا اذهبو للبرازيل؟!

فرفضنا اي "وطن بديل" ولكنهم اوجدوا لنا وطنآ بديلاً مجسدا بهوية كرتونية وبيت يسرب ماء في مخيم عتيق واوجدوا الضرائب وفرضو العواقب وأخذوا منا الوطن!

هكذا أرادت الانظمة الراعية لهذه القنوات غسل العقل العربي ومحو جوهرية الصراع العقائدي والأصولي والعربي "البحت" بيننا وبين اسرائيل بغاز الاعلام السام ؛ تم قتل القضية الفلسطينية وماتت موتا بطيئاً..فهل هناك جيل يوعيدها من جديد ولا يتنكر لها..

لكل انسان حق في حمل اسم يمثله ويحترم ارادته وكيانه منذ اول صرخة له في هذه الحياة ، وكأنه بهذه الصرخة يطلب اول حق له في ارضه المشروعة ، فهل يسلب ويطمس ويهان ويبقى مجهول النسب غير مكتمل الحقوق ، هذه هي فلسطين تصرخ وتناشد ما تبقى من ضمير الانسانية ان انقذوها واعطوها اسمها ، فهيه فلسطين ولن تكون اسرائيل ، وهي محتلة وستنال حريتها بالمقاومة المشرعة وفيها المسجد الاقصى وليس المجمع الديني ، وهو حق لكل مسلم!




تعليقات القراء

سعود
التنظير كثير والفرق كبير بين المنظرين والمقاتلين ابطال غزه ...انت تكتب وتنظر وهم يقدمون ارواحهم لبلدهم ...ماذا عملت الى بلدك لفتا...مل العرب من المنظرين واحترمو المقاتلين نغزه واين انت؟؟؟؟؟؟؟
22-02-2015 01:55 AM
السوسنة السوداء
المقال رائع
23-02-2015 10:46 PM
القبطااان
هذا الغزو الثقافي فان الاطفال حاليا لا يعرفون الفرق بين المسجد الاقصى وقبة الصخره ,, بعد شوي بنسوا الاثنين
25-02-2015 08:46 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات