البحر النحس


جراسا -

رغم بشاعة المشهد التي عرضته " داعش " للأخوة المصريين وهم يقادون الى الموت كما تريده تلك الفئة " الداعشية "، إلا أن موج البحر كان يلعب بالقرب من اقدامهم وهو نفس البحر الذي يعلب موجه على بحر مصر ، صعب أن يموت الانسان على نفس شاطىء بلاده وهو بعيد عن وطنه وقريب في نفس الوقت .
لاذنب لهم سوى أنهم مصريين " نصارى " قبطيين كما هوذنب بقية من وجدت " داعش " في موتهم حلا لإقامة دولة اسلامية على مقاسهم وبلون الدم الذي يرتديه هؤلاء المصريين الغرباء في أرض غير أرضهم ، وهم من قال عنهم الرسول محمد عليه السلام أنهم شهداء غربة ، وستبقى تلك تلك الصورة في ذاكرة كل من جلس يوما على شواطىء المتوسط الذي تحول من الأبيض الى الأحمر؟ .
وهو نفس البحر الذي أكل من لاجئي الربيع العربي المئات وهم يحملون حلما في ربيع اوروبي أكثر خضرة واستدامة من ربيع بلادهم الذي بدء اخضر وتحول الى الأحمر ومن ثم الى الأسود، وهو نفس البحر الذي اصبح يمثل رعبا لأروربا كونه بوابة مفتوحة الأفاق لدخول تلك الفئة " الدواعش " لهم فكيف سيغلقون البحر هؤلاء الأوروبيين أمامهم؟.
هو نفس البحر الذي وقف على شواطئه طارق بن زياد يوما وعبره المسلمين لحدود فرنسا اليوم ، وهو نفس البحر الذي غرقة فيه أخر قلاع الأمبراطورية الاسلامية وحط على شاطئه الجنوبي أخر حكام المسلمين مهزوما ، وهم نفس البحر الذي حكمت ومن خلال شواطئة الامبراطورية العثمانية " حلم اوردوغان اليوم " بلادا لا تغيب عنها الشمس .
وقصة هذا البحر مع العرب والمسلمين طويلة وتمتد لمئات السنين ؛ما بين هزيمة ونصر ، واليوم هو زمن المتاهة العربية والاسلامية على شواطىء هذا البحر الذي تشاركه فيه دولة اليهود ، ورغم ذلك بقي هذا البحر كما هو ومنذ الاف السنين وقامت على شواطئه دول وانتهت دول فهل جاء زمن أكل الدول بدلا من أكل البشر على شواطىء هذا البحر " النحس".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات