أشتاقك


جراسا -

بقلم - غاده العاصي - أشتاقك عند غيابك وفي لحظات إيابك..في كل دقيقة تقرر أن تعانق الزمان لترحل..في كل ثانية مضت وهي اﻵن تلملم أسفارها على حدود الرجعة..في كل ساعة أو نصف ساعة تمضي وكأنها أكيال سنين مضت ولن تعود ثانية... في كل يوم أرتجي رجاءا واحدا من كل زهرة ألثمها حتى تخبرني بحالك اﻵن..أستبق دقائق الشوق إلى اللقاء حتى أصغي إلى همسات حروفك التي كانت تعانقني وترحل مقررة الرحيل... أستبق ساعات اليأس إلى اﻷمل بلقياك..
نحن اﻵن في ذروة التفاؤل لأننا نمضي..نمضي لنسعى..ونسعى لنلقى..ونلقى لنحصل..ونحصل لنملك...ونملك لنكون مجدين ...ونجد لنكون..لنكون نحن...لأكون مرآتك أنت فقط..وتكون الصورة الوحيدة التي أسمح لها بأن ترى صورتها في` أنا فقط...
هناك فوق تلك التلة البعيدة المخضوضرة بجمال الطبيعة ...
تغرد عصفورة فوق شجرة قد نبتت دون استئذان فوق تلك التلة...
ولكن ما إن وجدت تلك العصفورة حتى حكيت لها حكايتي عن الصورة الجميلة...التي أسمح لها بأن تقف أمامي وترى نفسها الحلية..فأجابتني: "ما بك أيتها الصبية تترنحين وأنت تروين لي قصة تلك الصورة؟ "
أجبتها بكل عفوية وأنا أرتشف ابتسامة هادئة تميل للذبول : "هذه ليست صورة..بل هذه جوهرة تعيش في عتمات نفسي..وتقطن قلبي..وقد أسدت لي وعدا أنها لن تغادر وتتركني وحيدة...وأنا قدمت لها عهدا بأن أجعل قلبي وحجراته لها...
تترعرع فيه وتمكث ...
"أنت ستبقى تلك الصورة الوحيدة التي امتلكت قلبي دون استئذان..
فهو لك...افعل فيه ما شئت..ولكن بشرط أن لا تفكر في الرحيل عنه..لأنني سأشتاقك..
كنت أنظر إلى السماء في ليلة هادئة وهي مطلية بلون الزرقة....كانت تتملكني أشواق حزينة إليك..أرى أنني بعيدة عنك بقدر بعد السماء عنا ..ولكن ما إن تخيم علي الفرحة ثانية حتى تهمس في أذني قائلة : " ألا تحبينه بقدر بعد السماء عنا؟"
فأجبتها: "بلى..وأكثر..لأن عنان السماء ربما يقترب يوما من اﻷرض ...فالله أعلم وأنا لا أجزم...
لكنني أهواه بقدر أبعد من أي حد يوضع في هذا الكون..."
أنظر إلى سعة البحر أحيانا فأشعر بالحزن لأنني أسمع هتافك من بعيد..فأشعر أنك بعيد ببعد البحر.. ولكن ما إن ترجع إلي دواخل الفرح حتى تسألني: "ألا تحبينه بحجم البحر سعة ؟ فلماذا أنت حزينة؟؟"
فأجيبها: " إن قلت نعم سأظلم نفسي لأنني لا أعلم تقديرات الخالق.... ربما يجف البحر و تظلمني إجابتي لك..ولكن لا تخافي فأنا أحبه بقدر ما ابتعدت عنا السماء أو اقتربت..وبقدر ما جف البحر أو امتلأ..أحبه وسأبقى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات