أي لعنة ستصيبكم يا أعداء الله


جراسا -

في مساء اليوم الثالث من الشهر الجاري وبينما كانت أيادي الصغار قبل الكبار ترفع بالدعاء لرب السماء راجين رحمته طالبين منه أن ينزل ملائكته على ابن هذا البلد الغالي "معاذ" ويعيده سالما مكرما لأهله وأرضه مخلصا إياه من أيدي هؤلاء المغرضين الفاسدين "داعش" والذين ما لبثو أن استنشقو هواء الأرض من حولهم حتى اتخذو لهم من الدين عباءة سوداء يختبئون ورائها لتبرير افعالهم الشنيعة مشوهين صورة الاسلام السمحة ! في مثل هذا المساء "حلت لعنة على رؤوس أبناء الشعب الأردني الجبار اذ أوتينا بخبر استشهاد ابننا وغالينا "معاذ الكساسبة" .

هذا الطيار الباسل الذي ما تردد يوما في تقديم روحه ودمه و فناء عمره وراحته لأجل بقاء هذا البلد سالما آمنا إذ تم اسقاط طائرته إثر قيامه بإحدى المهمات العسكرية على يد جماعة لا تعرف من الله شيئا تسمى "داعش" في منطقة الرقة السورية معتقدين بذلك أنهم يسيرون في درب تحقيق أهدافهم الوضيعة في خلق الذعر والضعف في نفوس الأردنين وزعزعة استقرارهم وأمنهم ولكن هيهات هيهات لهم ما يبتغون!

دخل خبر استشهاد معاذ حرقا على بيوت الأردنين كرصاصة خرقت قلوبهم وأرهقت أرواحهم صدمة بهذه الفاجعة خاصة بعد اطلاعنا على تفاصيل هذه الجريمة البشعة والتي لا تقرها أي من الشرائع والأديان السماوية ولا تعترف بها الإنسانية والبشرية! أحرقوه بنار من يأس ..يأس من استسلام الشعب الأردني ورضوخه لكيان هش لا مكان له أصلا لكي نعترف به ولم يعلمو أننا شعب لدينا من الإيمان والقوة ماهو كفيل بكسر أنفسهم المريضة وتكتيف أيديهم ! ..أحرقوك يا معاذ شابا كزهرة بيضاء ناصعة البياض وحرمو من كنت فلذه كبدهم من عبيرك إلى الأبد ..

لم يتركو لك قبرا لتصلي زوجتك عليه وتتلو الفاتحة فوقه لم يتركو عنوانا لك لكي يزورك طفلك في كل مرة يشتاق قلبه لرؤية بطولاتك ممثلة باسم الشهيد وتاريخ البطولة ..نحن نتكفل بجعل قلوبنا وكل بقعة في هذا الوطن عنوان لك أينما مشينا وأينما استنشقنا هواء في سماء مملكتنا ستكون أنت هناك ! لكن ما يؤلم حقا أنهم والله ما أحرقو شابا بل أحرقو شعبا ! لأن الأردنيين اعتادو على أن يكون واحدا في مصابهم يتئلمون معا ويقاومون معا وها هم اليوم يحترقون معا!

أي لعنة ستصيبكم يا أعداء الله أكثر من لعنة دموع أمه التي ذرفتها كما السيل وأكثر من نار أشعلتموها في قلب كل أردني حر و التي ستطالكم قريبا ..والله على ما نقول شهيد!

إلى من كان يشكك بحقيقة هذه الجماعة الظالمة وغايتهم البائنة كوضح الشمس ألا وهي تشويه صورة الاسلام السمح فهذا هو البرهان ! و إلى من كان يشكك بعظمة الشعب الأردني و جبروت قيادته وتضحياته وتقديمه شهداء على مر العهود دفاعا عن هذا الوطن والأمة العربية اذ أن الجيش الأردني هو الجيش العربي فهذا هو البرهان !

إلى من كان يشكك بأن الرد الأردني على جريمة طواغيت الأرض سيكون بقدر قيمة ما فقدنا اذ أن الانسان اغلى ما نملك فهذا هو البرهان !

و إلى من غفلت أعينهم عن الحقيقة المرة حول خطر وجود هؤلاء الطغاة بيننا سؤال الشعب لكم في مثل هذه المأساة ..اليوم معاذ وغدا من التالي !

أوقفو هذا المسرح الارهابي ..أوقفوه طوعا او كراهية ولنكن يدا بيد تلك القشة التي قسمت ظهر البعير..ولكن نعدكم أن نكون قشة تزن أطنان يصعب على آلاف وملاين من أمثال هؤلاء الجراد الذين يحاولون القضاء على محاصيل أوطاننا الممثلة بشبابه الشجعان المؤمنين ..حملها ولو لعشرين ثانية...كما العشرين التي استقبل بها معاذ النيران كالاسد الواقف بكل شموخ اذ أنه كان يعلم وهم لا يعلمون بأنه لا يعذب بالنار إلا رب النار !

رحم الله فقيدنا الغالي ..شهيدنا الأسد و حفظ أردننا الغالي لشعبه وأبنائه المؤمنين.

 فرح يوسف احمد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات