فيديو حمزة منصور ولعبة الإعلام


جراسا -

بقلم - الصحفي همام العسعس - منذ الصباح وبعض وسائل الإعلام المحلية تضرب على وتر تفكيك النسيج الاجتماعي الاردني واثارة الفتن عبر ضيوفها وعبر "كتاب" الكثير من المواقع المحلية !

"البغدادي تربى عند الاخوان"
"هناك نصوص قرآنية مع العنف والاخوان يدرسوها في مناهجهم "
"فيديو حمزة منصور لا يريد ان يصف فيه داعش بالرهاب"
"بانت الحقيقة والاخوان وقعوا"

كل هذه المواد واكثر متاحة في وسائل الإعلام ويتاجر بها كتاب واعلاميون في كافة الوسائل المتاحة ؛ للوصول بها للمجتمع الاردني ،وتغيير الراي العام وتحويل المشكلة "للاخوان" والذين يستعملون شماعة كل مجهول لا يوجد له حل ، يلصق ويلفق عبر كتاب واعلاميين بالاخوان!

أننا متفقين على ارهاب داعش وضرورة القضاء على هذا التنظيم المجرم لا يعني ان نخلط الاوراق ببعضها ، فالنفرق بين جماعة معتدلة وشريحة اصيلة من شرائح المجتمع الاردني منذ ما يزيد عن 80 سنة ، ومجموعة مضللة من المجرمين و المرتزقة جائت من المجهول لتشويه الاسلام واجهاض الثورة العراقية والسورية ، جائت من غرف المؤامرات والدعم الايراني والامريكي تسمى "داعش" بقصد تشوية الاسلام وتكوين سد منيع لحماية بشار الاسد ، واشعال منطقة الشرق الاوسط لعشرين سنة وهذا ما قالة وزير الخارجية الامريكي انها ستبقى المنطقة مشتعلة لعقدين من الزمن!

لا عجب من استخدام الاخوان كشماعة لإلصاق التهم ، فجمهورية مصر برمتها جعلت من الاخوان "بعبع" كبير لإخافة الشعب المصري وتحقيق مصالح الانقلاب من تقادم جريمة الانقلاب ومشاكل الصحة والبطالة والعجز الاقتصادي وحشد الراي العام بلعبة الامن والامان ومحاربة "الارهاب" ليخرج الكتاب والاعلاميين المصريين بقصص من خيالاتهم ،قصص غير واقعية ، من تخوين وتخابر وزج ،ثم تتحول هذه القصص والروايات الى حقائق يأخذها القضاء المصري بعين الجدية وتخرج احكام تعتبر الاخوان منظمة ارهابية وتتم اتفاقيات من خلف الكواليس بتصنيفها دولياً بالارهاب!

وكلها قصص غير منطقية وغبية لا يصدقها عاقل ، واخرها ان القسام الجناح الحمساوي المقاوم منظمة ارهابية وان كتائب القسام قتل عز الدين القسام الذي قتله البرطانيين قبل وجود الاحتلال اليهودي حتى ..

ليس هذا غريب على الاعلام المصري ولكن ان نستيقذ اليوم ونشاهد اعلامنا الاردني والمحلي يمارس بعضا من هذا العهر فتلك مصيبة ، واستغرب حقا كيف لكتاب واعلاميين والذي من المفترض فيهم ان يقرأوا جيدا قبل نشر اي معلومة ،عن اصل الاخوان وفكرهم وامتدادهم واعتدالهم ونماذجهم من مفكرين وارجال اعمال ورؤساء دول واخص هنا بالذكر بعض النقاط التي تخص اخوان الاردن و تفند حديث الخزعبلات التي يحاول بها بعض الكتاب والاعلاميين اثارة الفتن وخلط الاوراق:

اولا الاخوان المسلمين هم جمعية مشروعة من خلال حزبهم المسجل رسميا كحزب رسمي سياسي مدني "اردني" غاياته "مشروعة" ووسائله "سلمية" ، لذلك عزيزي الكاتب عليك ان تعي جيدا انك تفسر الماء بالماء وتضرب بمصداقيتك عرض الحائط ، فستيقظ جيدا قبل ان تكتب يا صديقي..

ثانيا: الاخوان المسلمين هم ابناء هذا الوطن من شماله الى جنوبه ومن وغربه الى شرقة ولا مكان فيه للعنصرية والتعصب وهي الجمعية التي جمعت ابناء العشائر والاردنيون ابناء الاصول الفلسطينية تحت مظلة الوطن الاردني ووحدة صفهم لخدمة الوطن والامة وهم موجودون منذ ما يزيد عن 80 عام وهم بشر ومواطنين شرفاء يعملون في المؤسسات الحكومية والمدنية ويحصدون اصوات ومقاعد في مؤسسات الدولة النقابية والجامعية ويأكلون ما نأكل ويعملون ما نعمل ،فمن المعيب ان يبقى الاعلام يفسرهم على اساس المجهول والخطر و"الجني" الذي لا يظهر ، وجلالة الملك بنفسه رفض تصنيفهم بالارهاب عندما طلبت مصر ذلك وقال "انهم جزء من النسيج الاجتماعي الاردني"

ثالثا: جماعة الاخوان المسلمين يقومون على رعاية آلاف الأسر العفيفية التي تعاني من الفقر المتقع، وايضا تقوم على رعاية الايتام والارامل من خلال جمعيات خيرية مسجلة رسميا في وزارات الدولة ، كما انها تقوم على اداراة مئات مراكز التحفيظ والقران على كافة الاعمار والاجناس ، فكيف لجماعة تكفل اليتيم ان تقوم على رعاية الارهاب وفكر الارهاب، وتخون من بعض الكتاب والاعلاميين والذين يتاح لهم التحدث عبر وسائل الاعلام!

رابعا: عليك ان تعلم عزيزي الاعلامي والقارئ ان الاخوان لهم مواقف عظيمة مع الهاشميين قبل عقود بما يخص قضية "الضباط الاحرار" عندما وقف الاخوان المسلمين بجانب النظام الاردني والعائلة الهاشمية فيما تنكر اليسار وقتها!

خامسا يجب ان تعي وتقرأ وتتابع جيدا ما موقف وبيانات الاخوان من اعمال داعش الارهابية ، والتي تدين اجرامة وارهابة على كل الاصعدة والمنابر وتدين كل اشكال الارهاب والتطرف اي كانت قبل ان تروج لقولك المسموم!

سادسا: بالنسبة للفيديو الذي يروج له وينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذي يظهر فيه "حمزة منصور" والمذيع يسأل هل داعش ارهاب؟! والذي اجاب عليه بقول :
"إنا ندين اي عمل ارهابي"

فهذه المقابلة ليست اليوم ولا قبل شهر حتى !!
هذه المقابلة في بدايات تكون داعش ايه السادة ، ولم يكن معروف ما هو "اصله من فصلة " وهو بدوره قال حرفيا "ندين اي عمل ارهابي" والعاقل يفهم من سياق هذا الحديث ان الاخوان ضد داعش وارهابه وهذا اثبتته البيانات اللاحقة وآخرها البارحة بخصوص الشهيد البطل معاذ الكساسبة ، ثم ان هذا مقطع مقصوص من الحلقة ولم يظهر الا هذا السؤال ؛ فكيف يروج لهذا الفيديو على انه ادانه للإخوان ، كيف يفهم المشاهد المشهد كامل عندما يشاهد دقيقة من 60 دقيقة لبرنامج كامل يتحدث فيه حمزة منصور ويظهر رأيه في هذا السياق بكل شمولية ، ونحن نعلم الان ان بإمكان الإعلام قص ما يريد واظهار ما يريد لتوجيه الرأي العام بالمسار الذي يريد!

ايه السادة..
بإمكاني على سبيل المثال تصوير استطلاع آراء الشارع عن رفع الاسعار ، وقص الراي المعارض للحكومة وشطبه واظهار وابراز الراي المؤيد عبر غرف المنتاج التلفزيوني ، هذه هي اللعبة الاعلامية القذرة والمضلله ،فحذر عزيزي القارئ ما تشاهد وتسمع وتقرأ ، ولا داعي لإثارة الفتن التي تهدف بالدرجة الاولى تفكيك النسيج الاجتماعي ، وادعو جميع الاعلاميبن والكتاب ومجتمع الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي الى تحكيم ضمائرهم ومصداقيتهم في تحري الحقيقة ونقلها ، حفظ الله الاردن وشعبه من كل سوء..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات