حبيبتي .. دمت دامية!


جراسا -

بقلم - غادة العاصي - حين اعتقدت أنك أنت الوحيدة التي تسكنين قلبي..وأنت الوحيدة التي استطعت أن ترأفي بحالي..حين اعتقدت أن جوفك يمنحني الدفء لأترعرع فيه وأبتسم..حين خطوت بضع خطوات على قارعة بابك المفتوح..حين بكيت فسكبت دمعاتي في عينيك الدامعتين فامتزج دمعي بدموعك وفاضت عيناك فرحا بلقياي..حين قدمت إلي من بعيد وأنت تتلألئين على موج البحر الهادئ..تحملين على كتفك تعبا يرشح بالملح..

إليك حبيبتي أكتب قصيدتي..وأخطها بدمائي..دماء قلبي..ضياء عيني..أكتب قصيدتي الجياشة إليك طفلتي..طفلة تركض بين قلبي والوطن..أكتب أغنية دافئة ..من غصن زينونة خضراء في ريعان شبابها اعتصرت زيتا لأستضيء به وأنا أكتب عنك..من قور خشبية أستعير خشبا لأحفر به قيثارة..أعزف بها معزوفتك المحببة..
حينها استعرت جدائلي لأرفرف بها وأمطر حزنا..حينها يصير صمتي أغنية..ويصمت قلبي عن مداعبتك..ولكنني في نفس الميعاد أرى غيمتك السخية تدق بابي..ففتحت لها نافذتي وشددتها بقوة لألا تهرب مني..وحنان لألا تدفق في قلبها الضغينة تجاهي..
كنت أعاتبها في حنان وغضب..كنت أعاتبها كما يعاتب البحر النوارس التائهة..كما يعاتب الحصى أمواج البحر الغائبة..كما تعاتب الطيور أوراق الشجر الذابلة..
خاطبتك لكنني لم أقرر السفر..كنت أحمل في جيبي أوراقي وقصائدي وجواز سفري..ولكنني حملتك أنت في قلبي..
فجعلته الموطن اﻵمن لك وحدك..جعلتك غلافا لكتابي..وصورة لمرآتي..وعاصفة لأغنيتي..هذه المرة لن أسافر وحيدا ..لأنني قررت اصطحابك معي..أينما ذهبت..

طفلتي الصغيرة..نهايتنا هو ملعبنا الرحب..ليلنا هو صمتنا العميق..حروفنا هي أغنيتنا الدافئة..حجارة الطريق تصطف لتكون قنديلا يضيء علينا جلستنا الهادئة هذه..
أيتها الطفلة الرضيعة..حاصرت فيك وكبرت فيك..وأبصرت فيك معنى الانتظار ﻷربى بين أضلعك من جديد..أغمضي عينيك اﻵن..لأنني سأغفو على كتفيك ..فأنا أدرك أن أجمل اﻷحلام هي أحلامك..فأغلقي النوافذ واسكبي أغنياتك في قلبي..لأنك وطني وأنا وطنك..وكلانا يقطن اﻵخر..

" فقط..أحبك فلسطين..أيتها الطفلة الرضيعة.."



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات