من معاذ المهيدات الى روح معاذ الكساسبة


النجوم لا تموت، بل تتكاثر وتتوالد ويكثر عددها”
عندما سمعت خبر استشاد البطل معاذ وانا في الرياض سرت القشعريرة في جسدي وأخذتني الخشية فانهمرت دموعي لا أملكها.
إلى معاذ الذي رحل عنا وظلت أعماله رمزاً يُقتدى ونبراساً يُهتدى
إلى من صمد راكعا لله وقبض على الجمر من اجل الاردن
إلى النور الباهر في ليل امس البهيم والنجم اللامع في تلك الظلمة العاتية
ليلة امس كانت ليلة محنة كان الكرب شديد حتى لم يبق لنا متنفس فركبنا الهم وعظم بنا الخطب ولفحتنا رياح الوحشة والغربة راحت دموعي تنهمر من عيني وأنا اسمع وارى الخبر والمنظر الوحشي , وعدت لا أسيطر على جسدي بأكمله وفقدت نصف وعيّ .
كوني يانار برداً وسلاماً على معاذ , لقد شددت عزائمنا يابطل وأقمت الهمم وداويت الجراح بشجاعتك وكنت كلما اشتدت بي المحنة وخنق صوتي أردد بيني وبين نفسي
“لكن النجوم لا تموت”
عادت تهب نسائم وصفي التل وهزاع المجالي الذين فدوا الوطن بدمائهم “وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُم”
إن الوجود الحقيقي يكون بوقعه في النفس لا بثقله على الأرض
إن ما يجسده رحيل معاذ أكبر بكثير مما كانت تمثله حياتك :
وكانت في حياتك لي عظات *** فأنت اليوم أوعظ منك حياً
وإن حياتك يا معاذ أطول من حياة قاتليك لقد اصبحت قوة جذب إلى السماء ودفع إلى الجنان، تهدم أسوار الطغاة أمامنا و تقوى قلوبنا على امتطاء الصعاب ومقارعة النوازل ومجابهة المخاطر، لاسيما وقد ضربت لنا المثل العملي في الثبات
“إن كلماتنا ستبقى ميتةً لا حراك فيها هامدةً أعراساً من الشموع، فإذا متنا من أجلها وغذيناها بدمائنا انتفضت حية و عاشت بين الأحياء، كل كلمة قد عاشت كانت قد اقتاتت قلب إنسان حي فعاشت بين الأحياء”.
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات