هو الضمير الحيُ فينا


 في الموروث الشعبي،،،من لا يعرف الصقر يشويه،،،!!! ، ومن لا يعرف الهاشميون والأردنيون ، يجدر به أن يغوص في أعماقهم ، قبل أن يُحاول النيل منهم أو دق الأسافين بينهم ، كما عمدت وتعمد بعض القوى الكيدية ، الأحزاب والجماعات المرتبطة بتحالفات عربوية وإسلاموية ، التي تسعى إلى إشاعة الفوضى في هذا الإقليم الشرق أوسطي ، الذي تتلاعب به اليهودية العالمية ، في سعيها المحموم لتفتيت وإضعاف الدول العربية والإسلامية ، الذي يُمكّنها من تهويد ما تبقى من أرض فلسطين وتهجير ما تبقى من شعبها ، وبدعم مباشر من بعض كبريات الدول في العالم ، مُستخدمة بعض أجهزة الإعلام لتعمل على فعل ذلك ، كما حدث خلال الأيام القليلة الماضية ، التي ما تزال تشهد قصة الطيار الأردني معاذ الكساسبة ، الذي هو الضمير الأردني والذي حاله كما هو حال كل أردني وأردنية ، الذين يعيشون في وجدان الملك ، هذا الملك "سيّدنا" الساهر على شعبه ، أرض وطنه وحدودها ، مُتكأً على قواته المسلحة الأردنية الباسلة ، أجهزهته الأمنية اليقظة والمحترفة ، حكومته الوطنية وكل أركان دولته ، وحدتنا الوطنية وصلابة جبهتنا الداخلية ، التي جعلت من هذا الوطن الأردني الأعز متميزا عن بقية الإقليم ، الذي تسيل فيه الدماء ويكابد الموت بشتى الصنوف ، حتى بات الأردن في عين الحسد من الصديق قبل العدو،،،!!!

- لؤلئك الذين يحاولون دق الأسافين بين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة الموحدة ، سأكتفي بأن أُعيد على مسامع القاصي والداني ، ما سبق لي أن كتبته ذات زمن غير بعيد،،،

- سيِّدنا .
------------------
ويسألون ، لماذا نُحب الملك ، ننعته سيِّدنا ، نضعه في قلوبنا ، نُغمض عليه جفوننا ، نحتضنه ونتدثر بعباءَته في أسرّتنا...؟

- هو الضمير الحيُ فينا ، قائدنا ومعلمنا. ربان السفينة ، الأب ، الأخ والصديق لكل أردني وأردنية وملاذنا حين تشتد العواصف والأنواء ، سياسيا ، إقتصاديا ، إجتماعيا وحتى حين تهدر الطبيعة من حولنا.

- من هو الملك ، الرئيس ، القائد وحتى رئيس الوزراء والوزير في الدول العربية ، الشرق أوسطية و في غالبية العالم وخاصة الثالث ، ذاك الذي يترجل من سيارته في عاصفة ثلجية هوجاء ، كي يدفع سيارة مواطن تعطلت في الطريق ، ومن ثم يحمل بين يديه صندوق معونة لأسرة مُحتاجة أو حاصرتها الثلوج...؟

- هذا دأب الهاشميين دون غيرهم وكابرا على كابر ، وإليكم قصة سبق لي أن نشرتها 'رويتها' في أواسط سبعينات القرن الماضي في صحيفة الدستور الأردنية ، ومحورها جلالة المغفور له الملك عبدالله الأول صانع الإستقلال ، وكان رواها لي المرحوم طيب الذكر محمد القضاة ، وأكدها المرحوم طيب الذكر هاشم الدباس ، الذي كان في ثلاثينات القرن الماضي يشغل منصب الياوران أوما يشبه سكرتير الملك عبدالله الأول 'المؤسس' آنذاك.

- القصة...!

- صادف أن حل شهر رمضان المبارك في أوائل ثلاثينات القرن الماضي في لهيب آب اللهاب ، وبعد صلاة العصر خرج الملك المؤسس بلباس بسيط ، يقود سيارته بنفسه في منطقة السروعلى طريق السلط ، ومن ثم ركن جلالته السيارة بعيدا عن الشارع ، ترجل ليتمشى منسجما مع الطبيعة التي كانت بكراً آنذاك ، في رحلة مُخصصة للتوحد ، التفكُر ، التأمل والتهجد ، تسبيحا ، دعاءً وتقربا إلى الله بإنتظار أن يدنو موعد الإفطار .

- وبينما كان الملك يجول في الأرجاء بناظريه ، لمح فلاحا سلطيا يُحاول تحميل صحارات 'صناديق كبيرة الحجم' بندورة على دابته كي يذهب بها إلى سوق الحسبة ، لكن الفلاح بحاجة لمن يساعده على تثبيت الحمالة في الجانب المقابل ، كي يتحقق التوازن من جهتي القفص الحديدي الذي ستوضع عليه الصناديق ، فذهب إليه الملك وقال له سأُساعدك ، لكن بشرط أن تُعطيني خمس حبات بندورة كأجرة ، وافق الفلاح على ذلك وبعد أن تمت عملية التحميل بنجاح ، أقدم الملك على تناول أكبر وأنضج خمس حبات بندورة من الصحارة الوسطى التي تُعتبر واجهة الحِمل .

- الفلاح البسيط الذي لم يكن يعرف الملك ، عبر عن إستياء شديد من مُنطلقين ، الأول : من هذا الأردني الذي يطلب أجرا على المساعدة،،،؟ الثاني : وكيف لهذا الرجل المهيب أن ينتقي حبات الواجهة على هذا النحو الأقرب للتخريب...؟!! ، لكن الملك الذي قرأ كل ما جال في عقل الفلاح ، تجاهل كل ذلك وحمل أجرته وهم بالمغادرة ، وإذ بالفلاح يتمتم بكلمات غاضبة وربما إحتوت على شيئ من اللعن ، فيما الملك كان يضحك في سره والفلاح يهم بالمغادرة مكسور الخاطر ، وإذ بعبدالله الأول طيب الله ثراه يلتفت مناديا على الفلاح ، الذي توقف حتى عاد إليه الملك ونقده خمسة جنيهات ، وهو ما أذهل الفلاح الذي أيقن عندئذ أنه أمام الملك ، فبدأ يعتذر ويرفع عقيرته بالدعاء لجلالة سيِّدنا.

- إنهم الهاشميون دون غيرهم من يستحقون المُلك ، السيادة والقيادة بتواضعهم وإندماجهم مع الشعب ، ولا غرو عندئذ أن يكون عبدالله الثاني بين شعبه في كل الأوقات وأصعبها ، فهذا الشبل من ذاك الأسد.

- هنا وفي الختام لا أظن أن أردنيا أو أردنية ، من نشامى هذا الوطن لم يُدرك بعد ماهية فلسفة الحُكم الهاشمي ، وأن مُعاذ "الضمير" يقل عن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني معزة، في قلب ، عقل ووجدان جلالة سيّدنا حفظه الله ورعاه، وماعلى الغيورين على معاذ فك الله أسره سوى أن يتركوا أمره لله أولا ، ومن ثم لجلالة الملك والمحترفين الذين يُتابعون أمره،،،والله من وراء القصد .



تعليقات القراء

الفرنقع !
كاتب كبير و مفكر عملاق يستحق ان تنشر خواطره على الواشنطن بوست !!
01-02-2015 06:26 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات