في حديث جانبي في احد بيوت العزاء لقريب لي توفي في الفضة الغربية ؛ وكعادة الناس عندما تنقلب بيوت العزاء لحورات سياسية لكل من يحضر الجلسة ، تم الحديث عن موضوع الأراضي التي " استولى" عليها اليهود في فلسطين منذ عام 48 وما تلاه عام 67 وما بعد اتفاقية اوسلو، وكانت الحمية مرتفعة لدى البعض وفي نقطة واحدة وبإصرار قوي تقول أن اليهود يأخذون الأراضي من أهلها بقوة الاحتلال ، وطرف اخر حاول أن يظهر الجانب العقلاني من الموضوع بطرحة ومن خلال أن اليهود ومن طباعهم منذ بداية قتالهم للأنبياء على الأرض لا يضعون أنفسهم موضع المخالف للقانون بأي شكل كان ، والدليل على ذلك أنهم لم يوقعوا أية اتفاقية دولية تضعهم تحت المسؤولية القانونية العالمية .
ومن ضمن الحديث وتأكيدا على ما طرحه الطرف الثاني ؛ كان هناك قطعة أرض كبيرة في بلدتي ابو ديس ، ومنذ سنواتطويلة والجميع يعرف بأنها " أرض لليهود " وكونها ونتيجة للتوسع العمراني بعد اتفاقية أوسلو أصبحت تمثل هما سياسا وسكانيا عند مسؤولي السلطة ،وللتخلص منها تم استبدالها من اليهود بقطع أراضي خارج القرية " البلدة " تحت ما يسمى التعويض الفلسطيني لليهود عن أراضيهم التي تقع في وسط المدن والقرى الفلسطينية ،وهي أراضي تم شراءها بأوراق رسمية من الفلسطينيين منذ عشرات السنين .
وخلاصة الموقف أنما يتم الأن من مفاوضات بين السلطة واليهود " دولة اسرائيل" هي مجرد استبدالات لبعض بنود الاتفاقية ، التي وقعت عليها اسرائيل وبشروطها والتي وجد القانونين اليهود بها مصلحة دولتهم كدولة وشعب ،بينما إكتفى الجانب الفلسطيني بالحفاظ على ماءوجه الثورة ورموزها كي ينتهي بهم الأمر والحياة في أرض فلسطين ،وكي يعيدو ترتيب أوراقهم الثورية بعد كارثة ايلول وبيروت وبقية الكوراث التي صنعتها ثورة رموز وليس ثورة شعب ؟ .