بقلم: م.أنس معابرة - آخر "العنقود" هو مصطلح قديم يستخدم ويتداول بين الناس للدلالة على الأبن الأصغر في العائلة، لا أدري ما سبب إستخدام هذا المصطلح ولا أصله ولكن أعتقد ان الموضوع له علاقة بالعنب.

ويتمتع آخر "العنقود" بكثير من التسهيلات والنفوذ في العائلة، فبسبب قربه الكبير من والديه وتعلقهم الشديد به يحاول بقية أفراد العائلة التودد له وكسبه الى صفهم، في محاولة منهم لكسب تأييد القيادة المتمثلة برب الأسرة.

وينطبق على آخر "العنقود" جملة "يحق له ما لا يحق لغيره"، فبإمكانه التحكم ب"ريموت" التلفاز خلال السهرة، وإجبار جميع أفراد العائلة على تمضية السهرة في مشاهدة "سبيس تون" أو "طيور الجنة"، وبإمكانه أيضاً تغيير "طبخة" الأسرة لذلك اليوم حسب رغبته ومزاجه.

بقية أفراد الأسرة يحاولون دائماً التقرب من آخر "العنقود"، والذي يعتبر المرسال الخاص بالمنزل الى لاب الأسرة، وبإمكانه إقناع الأب بخروج أحد أفرادها في رحلة مدرسية، أو تحصيل الموافقة على إمضاء آخر لسهرة متأخرة خارج المنزل.

وبعد أن يكبر آخر "العنقود" أو يصبح "للعنقود" آخر جديد يتم سحب كافة التسهيلات الممنوحة له وتمنح للوجه الجديد، ويترتب على آخر "العنقود" القديم المسؤوليات والواجبات كغيره من أفراد العائلة، ومن الوارد أن يخضع أيضاً للمحاسبة والعقوبة في حال إرتكاب مخالفة.

ويعتبر مجلس النواب هو آخر "عنقود" السلطة التنفيذية هذه الأيام، فيحق له التحكم "مظهرياً" بكثير من الأمور، ويحق له أيضاً أن يملأ الساحات بالصراخ والعويل، وأن يشبع الصحف والمجلات وصفحات التواصل الإجتماعي بالبطولات و"المراجل" الحادثة تحت القبة.

ولكن ما أن تجد الحكومة بديلاً عن آخر "عنقودها" حتى "يكلح" لونه وتقل هيبته ويصبح من السهل تجاهله والضرب برأيه في عرض الحائط، وليس ببعيد أن يتم إخضاع أعضاءه للمسائلة والمحاسبة في حال إقترف أحدهم ذنباً.

لقد جلست الحكومة مع لجنتي الطاقة والمالية في مجلس النواب عدة جلسات لمناقشة أسعار الكهرباء كنوع من أنواع "رفع العتب" وتوافق الطرفين على إستبدال نسبة الرفع 7.5% بدلاً من 15% على أسعار الكهرباء.

وبعد أن خضع القرار للتصويت في المجلس إنقلب السحر على الساحر ورفض المجلس قرار الرفع مطالباً بعدم رفع الأسعار والإبقاء على التسعيرة القديمة للكهرباء.

طبعاً الحكومة ماضية في قرارها برفع الأسعار إبتداءً من 01/01/2015 ولا تعير إنتباهها لتهديدات آخر "العنقود" الحالي بسحب الثقة.