" كلكم قردان وحارس " !


عندما تشتد المناورات بين الأفراد وتأخذهم النزعات العشائرية أو الطائفية أو الطبقية أو الوظيفية تنتهي بجملة واحدة متداولة شعبيا " كلكم قردين وحارس " أو " نعجتين وراعي " ، وهذا هو حال الإعلام الإذاعي والتلفزيوني الأردني الخاص وبالذات الإذاعي منه ، فنحن نعيش حالة من الصدام العنيف والقوي والغير مضبوط بين مجموعة من محطات الإذاعة المحلية الخاصة ، ويقوم هذا الصدام على من هو رقم واحد بين تلك المحطات؟.

وتبرز هذه المعركة بقوة في برامج البث المباشر الصباحية التي تم اخذ فكرتها من الإذاعاة الأردنية السبااقة في هذا النوع من البرامج منذ سنوات ، ولكن ونتيجة للترهل الإداري والفني في تلك المحطة الإذاعية سحب البساط من تحت قدميها واصبحت غائبة عن الشارع الأردني ،وحلت محلها محطات إذاعية محلية خاصة بقوة ومستندة على انها تملك سقف حرية اعلى من الإعلام الرسمي الإذاعي ، وفي نفس الوقت يطغى على محتوى تلم البرامج لغة القتال مع الدولة ممثلة بالحكومة ومؤسساتها كافة ودون استثناء .

وقد تكون هذه ظاهر صحية للإعلام الإذاعي الأردني الخاص؛ ولكن وفي نفس الوقت قد تصبح هذه الظاهرة سببا من اسباب موت الإعلام الإذاعي الخاص ومن خلال أن الدولة هي التي تمنح أو لاتمنح الترخيص بالبث الى يومنا هذا ، والسبب الذي يجعلنا نخشى على واقع الإعلام الإذاعي الخاص في الأردن هو أن هذا الإعلام اصبح يشخصن الحقائق والمعارك لدرجة النرجسية التي تؤدي بصاحبها للفناء .

وفي العمل الإعلامي ليس عيبا أن يتم التسويق لمقدمي البرامج الإذاعية أو التلفزيونية لما لهم من دور رئيس في تحقيق نسب المشاهدة أو الاستماع العالية، والتي تحقق ايرادات مرتفعة من الاعلانات لتلك المحطات ، وفي نفس الوقت يعتبر عيبا وشيئا فاضحا أن تتم شخصنة الأمور للحد الذي تغطي فيه على محتوى تلك البرامج ، ودون أية مراعات لأخلاقيات وحرفية وموضوعية العمل الإعلامي ، وفي نفس الوقت يتم تجاوز كل الضوابط الاخلاقية التي تحكم العلاقة بين تلك المحطات ومؤسسات الدولة ، بل يصل الأمر الى التطاول على تلك المؤسسات من باب خدمة الشعب .

ويغيب عن بال ادارات تلك المحطات الإذاعية الخاصة أن واقع العوامل الجغرافية والسكانية في البلد؛ والتي تتحكم بنسب واعداد المستمعين هي عوامل فقيرة جدا للكثير من شروط تأثيرها على أداء تلك المحطات ودورها الفاعل في الوطن ، وعند البحث في اماكن التغطية لبث تلك المحطات نجد انها 95% منها تغطي منطقة عمان الكبرى فقط وقد تمتد الى محافظات قليلة ، وهم بالتالي يلعبون داخل " علبة كبريت " كرتونية وهشة وبالامكان تحطيمها في أول قرار يصدر من السلطات التي تقوم بتشريع عمل تلك المحطات ، وفي النهاية حال تلك المحطات الإذاعية يشابه حال المثل القائل " كلكم قردان وحارس " ؟ .



تعليقات القراء

علان
ما فهمت شي . و في نفس الوقت ما فهمت شي
25-01-2015 05:49 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات