جراسا -

يصادف الخامس والعشرين من شهر كانون ثاني لهذا العام 2015 الذكرى الحادية عشر لوفاة المـَــغـْــفـُــــورِ لــَـهُ بـِــإذنِ الله الـشـَــيــخ نـَـاصــِـــرْ سـُــليــِــمـَـــان شـَـــهـْـــوانْ الـدُغــْــــمــِـــي، – رحمه الله - .

لَقَدْ إِجْتَازَ رَحِيلُكَ إِحدَى عَشَرَ عاماً مِنَ الزَمَنْ ، هِيَ اللحَظَاتُ التيْ أَخَذَتكَ مِنّا فِيْ صَمتٍ جَارِحْ ، وودْعنَاكَ فِيهَا الوَدَاعَ الأخِيرْ ، ذَلِكَ أنَّ طَعْمَ مَرارتِهِ يَغصُّ فِيْ القُلُوبِ لَيلَ نَهَارْ .
لَمْ أَجِدْ هَذهِ المَرةْ كَلِماتٌ تُطْفِئُ فِينَا لَهِيبَ الحُزْنِ والشّوقِ واللوعَةْ ، ولَمْ أجِدْ مُفرَادَتٌ تُوفِيكَ حَقـُكْ ، أصِفُكَ فِيهَا ، أُعبِّرُ بِها عَنْ مَشاعِرٍ لَمْ تَصِلْ الِى حَدِ الأشْبَاعِ والرَغبَةِ فِيْ وجُودِكَ يوماً ، نَذكُرُ فِيها المَحَاسِنَ مِنْ جِهَةِ الحُزنْ لِفَقدِها لَا مِنْ جِهَةِ السُرورِ بِوجُودِها .
جـَـدِيْ الـعَزيـِزْ ...
تَمْضِيْ بِنَا الأيامُ والسَنَواتْ وذِكْراكَ العَطِرَةْ الطَيبَةْ قَائِمةْ مَا حَيينَا ، ومَا دَامَتْ السَمَواتُ والأَرضْ ، سَتبقَى لَنَا نِبرَاساً يُضِيئُ لَنَا عَتْمَةْ الحَيَاةْ ، وسَتظَلْ كِتَاباً مَفْتُوحـَاً وَمَرْجِعَـاً يَقْتَبِسُ مِنهُ النّاسْ لِيُنيرُ لَهُمْ الدُروبْ .
جـَديْ ... فَلْتَعذِرنيْ إنْ قَصَّرَتْ فِيْ حَقِكَ كَلِماتِيْ ، لِأنَنِيْ أَقِفُ عَاجِزاً فِيْ كُلِ لَيلَةٍ أَمَامَ عَظَمةِ رُوحِكَ الطَاهِرةْ ، لَمْ تَساوِمَ فِيهَا يَومَاْ مِنْ أجلِ رِفعةْ أو مَكَانةْ ، عِندَما قَبِضَ فِيها الأخَرونْ ، يَكفِيْ أنْ أّذكُرَ فِيهَا إِسْمُكْ فَيعرِفُ الجَميعْ مَكانَتُكَ وقِمَتُكْ التَيْ ورِثْنَا ، والتَيْ سَتبقَى كَما كَانَتْ دائِماً مَحفُوظَةً عَاليِةْ أَبَدَ الدَهرْ .
نَدعُو لَكْ بالرَحمةْ والمَغفِرةْ ، وأسكَنَكَ الله عَزَّ وجلْ فَسِيحَ جَنّاتِه .
صَاحِبُ الفَضلِ والذِكرى العَطِرة لَا يَرحَلْ لِأنّهُ يَبقَى حَيّاً فِي قُلوبِ مَنْ يُدينُونْ لَهُ بِالمَحبةِ والإِحتِرامْ .

حـَـفِـيـدُكْ
خــالــد سليمــان نـــاصر الدغمي