جراسا -

اختتمت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الاوسط يوم أمس اجتماعاتها في موقع المغطس على الضفة الشرقية من نهر الأردن، و التي استضافها غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس و سائر أعمال فلسطين و الأردن و رئيس العائلة الأرثوذكسية في المجلس.
و شارك في اجتماعات اللجنة التنفيذية غبطة البطريرك ثيوفيلوس و رؤوساء المجلس: غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي، وسيادة المطران منيب يونان، رئيس الكنيسة الانجيلية اللوثرية في الاردن و الاراضي المقدسة، بالاضافة الى أمين العام المجلس الأب ميشال جلخ.
و استهلت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط بيانها الختامي بتقديم الشكر و الامتنان للمسؤولين في المملكة الاردنية الهاشمية لاهتمامهم بشؤون المجلس، كما عبر البيان عن تقدير اللجنة للدور الذي يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم في سبيل توطيد السلام ونشر الاعتدال وحماية الحرية الدينية التي ينعم بها المواطنون في المملكة.
و بحثت اللجنة خلال لقائها التقرير المقدم من الأمين العام الأب ميشال جلخ، والمتضمن لتفاصيل الانجازات التي حققتها الأمانة العامة خلال المدة المنصرمة، كما ناقشت استراتيجية العمل واتخذت عدد من القرارات المناسبة لجهة تعزيز نشاطات المجلس في الفترة المقبلة.
و اكد المجتمعون ان المجلس هو المؤسسة التي يجتمع حولها مسيحيو المشرق وهو المعبر عن هواجسهم وتطلعاتهم. و قررت اللجنة التنفيذية انشاء هيئة إغاثة خاصة بهدف تقديم المساعدات للمسيحيين والمسلمين النازحين من العراق وسوريا و الذين يعيشون في ظروف مأسوية بعيدًا عن موطنهم. و جاء القرار بعد ان استعرضت اللجنة اوضاع النازحين ، ودرست السبل لمساعدتهم.
و دعت اللجنة المؤسسات الدولية الى وجوب الاسراع في توفير العون للنازحين على الصعد كافةً على اثر تفاقم اوضاع المسيحيين المأسوية في المنطقة واستهدافهم، خصوصا في العراق وسوريا، نتيجة انتشار موجة الارهاب التكفيري والعنف غير المسبوق في تاريخ الشرق الاوسط، وما نتج عنه من قتل وتدمير وتهجير، اضافة الى التوترات الحاصلة في فلسطين ولبنان. كما قدمت اللجنة الشكر للمؤسسات المانحة لمساعدة المُهجّرين.
و شجبت اللجنة باسم مجلس كنائس الشرق الأوسط الاعمال الارهابية التي تطال الابرياء بسبب معتقدهم وايمانهم المسيحي، و ادانت محاولات اقتلاعهم من ارضهم في سهل نينوى مع غيرهم من الاقليات. و اعتبرت اللجنة هذه الجرائم الوحشية بعيدة كل البعد عن التعاليم الدينية والاخلاقية التي تدعو الى المحبة والتسامح وقبول الآخر، كما أهابت اللجنة بالسلطات الدينية الاسلامية والسياسية التي تدعم العاملين في سبيل القيم الانسانية.
و شددت اللجنة على الدعوة الى اطلاق سراح المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم "وقد مضى على هذه الجريمة النكراء حوالي سنتين" مطالبة بالحاح من المرجعيات الدولية تكثيف الجهود لاطلاقهما ويُصَلون لعودتهما سالمين بأقرب وقت.
و بمناسبة الذكرى المئوية الاولى التي تصادف العام 2015 للمجازر التي تعرض لها الارمن والسريان، استنكرت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط هذه المجازر، وأعلنت عن تنظيم ندوة وصلاة تذكارية لراحة انفس شهداء هذه المجازر والابادة، وطالبت بتكثيف المشاركة في نشاطات أخرى تقام بهذه المناسبة.
و حول العنف الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط، اعتبرت اللجنة ان الحوار بين الاطراف المتنازعة والحل السياسي هما السبيل الوحيد والأفضل لوقف اعمال العنف التي شهدتها هذه الدول و طالبت بوقف مد المقاتلين بالسلاح. كما ادانت اللجنة باسم مجلس كنائس الشرق الاوسط الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها الفلسطينيون في الاراضي المحتلة وحثّت على استئناف الحوار بين اطراف النزاع من اجل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
و انهت اللجنة التنفيذية بيانها الختامي بالقول " ان اللجنة التنفيذية ... يحدوها الأمل بأن تتظافر جهود صانعي السلام في المنطقة العربية والعالم، فيعود الدين عامل سلام لا خصام، ويتمكن الجميع من العيش بسلام بناء على قيم العدالة وحقوق الانسان وقيم المواطنة والمساواة."