عاصفة وليست حرب


جراسا -

في ظل هذه الظروف الجوية السائدة التي تمر بها المملكة ومع قدوم الزائر الأبيض، شهدت البلاد حالة من الاستنفار والتأهب اذ قام المواطنين بالاستعداد لاستقبال العاصفة "هدى" كما أطلق عليها ، بشتى الوسائل الممكنة فأخذو يتهافتون على "المخابز" ويصطفون في طوابير حاشدة لأجل تأمين أنفسهم بما يكفيهم أو حتى يفوق حاجاتهم طيلة أيام العاصفة وكذلك الأمر بالنسبة لمادة الكاز والغاز والذي أصبح المواطنون يسارعون لتخزينها ولربما احتكارها! حتى انقطعت عن كثير من العائلات في مناطق مختلفة من المحافظات، اضافة للمواد التموينية التي فرغت منها رفوف المؤسسات والمتاجر، مدخلين انفسهم في حالة من الذعر والقلق على الرغم من انها ليست المرة الأولى التي تشهد المملكة فيها عاصفة ثلجية فقد كانت السابقة "اليكسا" بالغة الشدة وما زلنا بخير!

أما عن الأحداث المشهودة أثناء هذه العاصفة فقد كانت جميعها تتمحور حول مدى صعوبة المهمة التي تتولاها أجهزة الدولة وثقل المسؤولية التي تقع على عاتق الجهات المسؤولة عن أمن المواطنين بدءاً بأخذ الاحتياطات اللازمة من قبل قدوم العاصفة وجاهزيتها لها، مرورا بقدرتها على تدارك الحالات الطارئة والمشكلات التي تواجه المواطنين أثناء العاصفة، انتهاء بالأزمات الناتجة عنها، ولكن للأسف الشديد أن كثيرا من المواطنين لم يكونوا على قدر كافي من الوعي والإدراك لذلك، هذا وقد أبدو نوعا من الاستهتار بسلامتهم وجهود المسؤولين عنها، اذ لم تخلو نشرات الأخبار أو البرامج التلفزيونية المباشرة وحتى الإذاعية أو أي من وسائل الإعلام من التحذيرات المتكررة حول مدى خطورة خروج المواطنين من منازلهم في مثل هذه الظروف الجوية إلا في الحالات الطارئة ولكن ماذا عسى الأجهزة الأمنية تفعل إذا كانت الحالة الطارئة بالنسبة لكثير من المواطنين هي نفاذ أحد الأطعمة أو حتى الرغبة بالخروج للعب بالثلج مع أطفالهم! على الرغم من الحوادث الكثيرة منذ بدأ المنخفض الجوي و التي أودت بحياة العديد منهم نتيجة لاستهتارهم الواضح! سوى أن تتصرف بكل جدية وتجبر المواطنين على أن يلزمو بيوتهم وذلك بسحب رخص السير من أي مواطن يسير في طرقات المملكة في مثل هذه الظروف مهمشا سلامته وسلامة الاخرين ومستنكرا لجهود أناس قد تفرغت للحفاظ على ارواح المواطنين دون أن تدعوه الضرورة القصوى لذلك! في حين أن هناك العديد من الحالات الطارئة من غسيل الكلى والولادة او حتى حالات الاختناق وغيرها والتي تستدعي الانشغال بها أكثر من مجاراة تصرفات المواطنين اللا مسؤولة!

ما أود تسليط الضوء عليه هو أننا نفتقر للوعي أكثر من "الخبر"! فإن كانت هذه هي حالنا لمجرد عاصفة قد مرت على البلاد فماذا نحن بفاعلين إن شهدنا يوما ما حربا ! -أدام الله علينا الأمن والأمان- فهل يعقل أن يتصرف المواطن كإنسان بدائي تغلب غريزة الجوع والعطش فيه على قيمته المعنوية ومدى أهمية سلامته وسلامة الآخرين في حين أن هناك حكومة بأكملها قد أرهقت أجهزتها وطواقمها بتوفير كل متطلبات السلامة العامة و أوكلت إليها مهمة تزويد المواطنين بشكل أولي بطبيعة الظروف المحيطة.

فكل ما هو مطلوب منك عزيزي المواطن هو "الهدوء" لا أكثر! و أن تكون محور طمأنينة لنفسك ولأفراد أسرتك والجهات القلقة بسلامتك ..إضافة إلى استيعابك بأن ما تمر به المملكة هذه الأيام ...عاصفة وليست حرب !

فرح يوسف



تعليقات القراء

سلطان
صحيح

كانت عاصفه وليست حرب

مشكوره فرح بما خطت به اناملك
12-01-2015 03:09 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات