الفلسطينيون يترنحون بين عاصفتين


جراسا -

من مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل - بين عاصفتين يعيش المواطن الفلسطيني في هذه الايام ، الاولى مناخية ضربت مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة وغزة وتسببت بخسائر فادحة لا سيما على الصعيد الزراعي في وقت لا تمتلك فيه ما تسمى بحكومة "الوفاق" ما يمكنها من تعويض هذا الحجم من الأضرار وسط عدم تلقي الموظفين رواتبهم حتى اللحظة.

أما العاصفة الثانية فسياسية،تدور رحاها بين رام الله وغزة ورأى فيها البعض صدى للعلاقة المأزومة بين حركتي "حماس وفتح"، فيما اعتبرها البعض الآخر تعبيرا عن ازمة حقيقية وفصول انقسام قديم يشكو منه المجتمع الفلسطيني.

هذه العاصفة التي أطلقتها حكومة الدكتور رامي الحمدالله من رام الله ووصلت الى غزة وأحدثت انفجارات وترددات كبيرة كونها تمس كل أبناء الشعب الفلسطيني الذين تضرروا جراء العدوان وكذلك 40 ألف موظف يعملون في الحكومة الفلسطينية.كما يقول الغزيين.

حكومة الفلسطينين التوافقية كانت قد أعلنت في بيان سابق لها أن الحل الوحيد لازمة موظفي حكومة غزة السابقة هو عودة الموظفين والمستنكفين (موظفي حكومة رام الله السابقة)، ومنح موظفي غزة مكافأة نهاية الخدمة، أو توفير مشاريع صغيرة لهم، مؤكدة انه لا اعمار بغزة إلا بتسلمها المعابر بلا منازع.

اوساط فلسطينية همست لـ"جراسا"أن الخطة الحكومية الجديدة تتعدى حكومة الحمدالله وقراراتها التي يصفها البعض بـ"المجنونة" حيال غزة،فيما حذرت تلك الأوساط من ان تكون هذه الخطة بمثابة المسمار الأخير في نعش المصالحة الفلسطينية التي لم تتحقق أصلا بكل تجلياتها رغم ماراثون السياسيين واجتماعاتهم المحمومة،من غير ان يدرس الفريقين المتناحرين نتائجها الكارثية على مفاصل القضية ومستقبل"الدولة".

ويعيش الشارع في قطاع غزة، حالة من الغضب الشديد انتابت الموظفين وكذلك عوائلهم الذين يقدر عددهم بأكثر من 300 ألف نسمة ؛ إلا أن ذلك لم يمنعهم تعليق أعمالهم لا سيما في أعمال الإغاثة ضمن فرق الدفاع المدني والشرطة والأجهزة الأمنية التي تساعد المواطنين في مواجهة المنخفض الجوي،والعاصفة الثلجية هدى،التي قتلت رضيعتين من بردها الشديد.واغرقت "كرفانات" المشردين التي تأويهم من الدمار الذي لحق بمنازلهم خلال العدوان الاخير على غزة،وسط عجز حكومي واضح.

حركة حماس،ردت في بيان لها على حكومة الوفاق: "بعد أن نسفت حكومة عباس (حكومة الوفاق) كل ما جاءوا به في اللقاءات السابقة في بيانهم الصادر الأربعاء الماضي وأمام حالة الاستنكافات والهروب من استحقاقات المرحلة، والنكوص عما تم الاتفاق عليه، نترك لشعبنا وأهلنا الحكم عليها، ونقول أن هذه الحكومة لم تعد تملك من أمرها شيئاً وأنها تنفذ ما يملى عليها، ولم تعد قادرة على الوفاء بمسئولياتها، فشعبنا بحاجة إلى حكومة ذات مصداقية وإرادة قوية".

ميدانيا،فجر مسلحون مساء أمس الجمعة، صرافين آليين لبنك فلسطين، أمام مقره الرئيسي في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة.

ووسط حالة التصعيد الكلامية والميدانية هددت حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بالخروج من عباءة حكومة الوفاق ودراسة الإعلان عن لجنة فصائلية لإدارة القطاع المنهك.

من جهته أكد المجلس التشريعي الفلسطيني أن قرارات حكومة الوفاق الوطني باطلة كونها حكومة غير شرعية ولم تأخذ الموافقة منه حسب الأصول القانونية.

وقال الدكتور احمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة في تصريح مكتوب له : "إنّ قرارات حكومة الحمد الله باطلة وغير دستورية".

ومن جهته اتهم النائب محمد شهاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالتعامل مع غزة بسياسة انتقامية.

وقال شهاب في تصريح مكتوب له: "عباس يتعامل مع غزة بسياسة انتقامية وحقد أعمى هدفه الوحيد إرضاء الاحتلال ولو كان ثمن ذلك التفريط بفلسطين".على حد قوله.

الأمان الوظيفي ومن جهتها طالبت حركة الجهاد الإسلامي بإعادة تشكيل اللجنة القانونية والإدارية المشكلة من حكومة الوفاق الوطني للنظر في موضوع الموظفين، مشددة على ضرورة توفير مبدأ الآمان الوظيفي لهم.

وقال خالد البطش القيادي في الحركة في تصريح مكتوب نشره على حسابه الشخصي على موقع "فيس بوك": "المطلوب إعادة تشكيل اللجنة الإدارية والقانونية على أسس اتفاق القاهرة الذي لا يجوز لأحد تجاوزه أو الاجتهاد الخاطئ في تفسيره لكي تراعي هذه اللجنة في حال إعادة تشكيلها البعد الوطني التصالحي والبعد المهني القانوني والإداري وعندها فقط ستكون هذه اللجنة قادرة على حل مشاكل موظفين قطاع غزة والضفة الغربية الذين تم تعينهم بعد أحداث 2007م".

وأكد انه من حق الموظفين التمتع بالأمان الوظيفي وألا يبقى مستقبلهم رهن باجتهاد هذه الجهة أو تلك.

وأضاف: "يجب حماية مبدأ الأمان الوظيفي لهؤلاء الموظفين لأنهم يؤدون واجباً وطنياً وعلى السلطة وحكومة التوافق ألا تتجاهله".

ومع بقاء العاصفة الماطرة التي حملت خيرا وأضرارا،يبقى الشارع الفلسطيني اكثر تخوفا من العاصفة السياسية الانقسامية التي تضرب بمستقبله وتحمل شرارات وأخطارا..!

 



تعليقات القراء

بؤؤؤؤpk
ياوة شنو هاذ
19-01-2015 07:45 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات