الإعدام .. مشكلة لحل المشاكل


جراسا -

نبهت التعاليم السماوية للديانات المختلفة على حرمة دم الإنسان، وضرورة الحفاظ على حياته، فالحياة هي وهبة الله عز وجل للإنسان وهو الذي منحه إياها وهو الوحيد المتكفل بقبض الأروح عند إنتهاء أجلها.

فلقد ورد في الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام: "لَزوال الدنيا أهون عند الله مِن قتل رَجل مُسلم" . رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني. ونظر ابن عمر يوما إلى البيت - أو إلى الكعبة - فقال : "ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك". رواه الترمذي، وصححه الألباني.

ونظر ابن عباس إلى الكعبة فقال : "ما أعظم حرمتك وما أعظم حقك ، والمسلم أعظم حرمة منك ؛ حَرّم الله ماله ، وَحَرّم دمه ، وَحَرّم عِرضَه وأذاه ، وأن يظن به ظن سوء" . رواه ابن أبي شيبة .

وقال سعيد بن ميناء : "إني لأطوف بالبيت مع عبد الله بن عمرو بعد حريق البيت إذ قال : أي سعيد ! أعظمتم ما صنع بالبيت ؟ قال : قلت : وما أعظم منه ؟ قال : دم المسلم يُسْفَك بغير حقِّه" . رواه عبد الرزاق .

في الحقيقة أنا لا أتكلم هنا عن روح القاتل والذي تم الحكم عليه بالإعدام، وإنما أتكلم عن القتيل والذي ذهبت حياته هباءً منثوراً على يد أحد السفاحين.

لقد جاء القانون الأردني بحق الإعدام طبقاً لما جاءت به الأحكام الربانية والسنة النبوية الشريفة دون خلل أو تعديل، فلقد نص القرأن الكريم على قاتل القاتل من خلال حد القصاص فقال تعالى في محكم كتابه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179).

كيف لا يتم تنفيذ حكم الإعدام بهؤلاء وقد أقدموا على جريمة كبيرة وأزهقوا الروح البشرية المقدسو وتعدوا على شرع ربهم وخالفوا تعاليمه، فبعضهم من قتل ابناءه دون ذنب والأخر من قتل والديه من أجل الميراث وغيرها من الجرائم البشعة التي هزت وجدان الشعب بأكمله حينها.

ثم يخرج علينا مجموعة من المتشدقين بحقوق الإنسان شاجبين لتنفيذ حكم الإعدام ومستنكرين لهذا الواجب الحق متناسين قبح الفعل الذي اقدموا عليه وبشاعته.

فأنت أيها السفير المحترم، واجبك هو أن تمثل بلدك في وطننا العزيز دون أن تتدخل بشؤوننا الخاصة، ودون أن تتلفظ بكلمات قد يحاسبك عليها الشعب الأردني يوماً، وأنت يا من تدعي انك تمثل حقوق الإنسان؛ أين أنت من حق الشخص المقتول ظلماً، لماذا لم تشجب قتله منذ البداية ونطقت عند إحقاق الحق وإعادته لإصحابه.

لقد تصاعدت وتيرة جرائم القتل في الآونة الأخيرة في أردننا الغالي، بسبب غياب تنفيذ الحكم بالإعدام منذ عام 2006، وإزداد عدد الجرائم بشكل كبير لغياب الوازع الديني وحضور العفو وغياب القصاص.
وأبدى الشعب الأردني إرتياحاً كبيراً لإعادة تنفيذ الحكم بالإعدام لمستحقيه من خلال القضاء الأردني النزيه، الذي تكفل بإعادة الحقوق الى أصحابها والإقتصاص من القاتل، وفي إحدى الدراسات الحديثة؛ أيد حوالي 80% من المشاركين فيها إعادة تنفيذ الحكم بالإعدام فيما تحفظت النسبة الباقية.

وتم الحكم بالإعدام على نحو 11 شخصاً فيما يزال حوالي 111 شخصاً بإنتظار تنفيذ حكم الإعدام بهم.



تعليقات القراء

ahmad rami USA
صدقت - الاعدام هو الحل للمارقين الذين يقتلون النفس المي حرم اللة الا بالحق
25-12-2014 05:51 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات