يدهشنا وزير الخارجية الأردني المبجل ناصر سامي جوده في تصريحات غريبة ومثيرة جدا تتعلق بدور الأردن في الحرب على تنظيم الدولة لإسلامية حيث يقول بأن الحرب على داعش هي حربنا في الأردن ثم ينفي لاحقا دخول الاردن في تحالف ضد داعش ليعود مرة أخرى ويؤكد بأن الامور عكس ذلك تماما حيث أن التحالف الغربي هو الذي دخل مع الأردن في تحالف ضد تنظيم الدولة وكأن الاردن إمبراطورية أو دولة عظمى بحجم القارة ولها من القوة والنفوذ ما يسيل لعاب الغرب والشرق للدخول في تحالف معه. لا أعلم أي من رجال الدولة هو السيد ناصر جودة الذي يتحدث بهكذا كلام معيب ومستهتر بذكاء الاردنيين !! ألا يعلم هذا الوزير أن الأردنيين يستمعون ويشاهدون ما تبثه قناة رؤيا الفضائية وان هؤلاء المشاهدون من الذكاء بمكان للتفريق بين كلام التهريج وكلام العقل؟

لم يتوقف الوزير جودة عند هذا الحد من الاستهانة بعقول الاردنيين بل ذهب لأبعد من ذلك في حلقة طريفة أخرى ليقول بأن الأردن يتمتع بنفوذ كبير في التأثير على سياسيات الولايات المتحدة الأمريكية المتصلة بالشرق الأوسط وأن هذا التأثير للوبي الأردني يكاد يفوق تأثير اللوبي اليهودي في أمريكا .يا سلام ويا هملالي يا سيد جودة على هذا الخيال الواسع الذي تتمتع به. يا رجل من يصدقك ولمن توجه كلامك وألا تخشى من أن تصبح تصريحاتك أضحوكة بين الاردنيين؟ عن أي نفوذ تتحدث وعن أي تأثير تتكلم والاردن يتلقى مساعدات من دافع الضرائب الامريكي خوفا من انهيار الاردن اقتصاديا؟ أيها الوزير ألا تعلم أن زيارات المسئولين الأردنيين لأمريكا هي لتلقي التعليمات وترتيب المواقف وليس لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين؟ ما الذي يستجد على علاقاتنا الثنائية بأمريكا لنقوم بزيارات لأمريكا بمعدل زيارة كل شهر أو شهرين مرة؟هل حجم صادرات الاردن يزيد عن صادرات الصين واليابان علما بأن زيارات قادة هاتين الدولتين العملاقتين للولايات المتحدة قليلة جدا. أذكر السيد جودة أن أكثر من 40% من الشعب الأمريكي لا يعرفون بوجود الأردن على خارطة العالم، وأن نسبة معتبرة تعتقد أن الاردن هو اسم شخص وليس اسم دولة ، وأن ما تبقى من الأمريكان ينظرون للأردن في إطار مصلحة اسرائيل وأمريكا وأن الدعم الذي يتلقاه الاردن من أمريكا ليس بدون مقابل .

السيد ناصر جودة رجل جدلي جدا ولا يحترم ذكاء الاردنيين ويتكلم ويدلي بتصريحات غير واقعية وعلى ما يبدو ان هذا الوزير إما أنه يتمتع بخيال واسع جدا يدخله في باب أحلام اليقظة ويجعله يتحدث بطريقة غير واقعية وإما أن الرجل يريد أن يتقرب من أولي الأمر ولديه الاستعداد لأن يقول أي شيء يجعله محل إعجاب القيادة والنظام على أمل الوصول الى سدة رئاسة الوزراء .الرجل حسب اعتقادنا تدفق لعابه على هذا الموقع خصوصا وأني قد لاحظت كثرة اشاراته الى \"توجيهات سيدي جلالة الملك\" و\"حكمة الملك\" و\"دور الملك \" وقد كرر هذه الاشارات أكثر من 20 مرة خلال برنامج مدته ساعة تقريبا .لا نستغرب أن يصبح جودة رئيس للوزراء فقد تقلد هذا الموقع قبله سمير الرفاعي وفيصل الفايز وغيرهم . ليس لدينا مانع أن يصبح الشاب ناصر جوده الشخص الثالث في الأردن بعد الملك وولي عهده ولكن نقول بانه ليس من اللائق برجل دولة أو من يعتقد أنه رجل دولة أن يقول بأن نفوذ الأردن وتأثيره على السياسة الخارجية الأمريكية أقوى من نفوذ اللوبي اليهودي ؟قيل قديما بانه \"كيف تعرف الكذبه فأجابوه من كبرها \" واستنادا الى ذلك نقول للوزير جودة جود كلامك وحاسب على تصريحاتك وإذا أردت التقرب من صاحب القرار فلا بأس فأنت تسير على خطى عدد معتبر من الأردنيين الطامحين بالوصول الى سدة القرار بأي ثمن ولكن لا تسيئ لذكاء الأردنيين ولا تستهر بعقولهم.