جراسا -

عبير الأغا -  بإعلان منظمة الأغذية والزراعة "الفاو " العام 2015 عاما للتربة تسلط الضوء على مشكلة خطيرة تعاني منها التربة حول العالم فقد قال باحثون في دراسة صادرة عن الامم المتحدة أن الاراضي الجافة ونصف الجافة في 75 دولة يؤدي إلى تراكم الاملاح في التربة ما يعني على المدى البعيد تراجع خصوبة الارض وبحسب نفس الباحثين فإن تزايد نسبة الملوحة في الاراضي الزراعية يتركز في حوض وسط آسيا وفي الاراضي الهندية والمناطق المحيطة بالنهر الاصفر في الصين ومنطقة نهر الفرات في سوريا والعراق وحوض موراي في جنوب شرق استراليا ووادي سان جواكين في الولايات المتحدة .

هذا وقد حذرت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة "فاو " أن 33% من رقعة التربة الكلية في العالم تعاني تدهورا يتراوح من "المعتدل إلى الحاد "بسبب التلوث العام والتآكل ونضوب المغذيات والحموضة والملوحة والاجهاد والتلوث الكيميائي وتنعكس الاضرار التي تلحق بالتربة على سبل المعيشة وخدمات النظم الايكولوجية والامن الغذائي ورفاهية الانسان

وقالت "فاو " في تقرير وزع في القاهرة بمناسبة اليوم العالمي للتربة أن هناك ضرورة عاجلة لاتخاذ إجراءات بتحسين صحة موارد التربة المحدودة في العالم ووقف التدهور المتفاقم للأراضي ، إذا كان للأجيال القادمة أن تحصل ما يكفيها من إمدادات الغذاء والمياه والطاقة والمواد الخام

واستضافت "فاو" بمقرها الأساسي في العاصمة الإيطالية روما مؤتمر الشراكة العالمية للتربة وتضم مجموعة واسعة من أصحاب المصالح الحكومية وغير الحكومية وتم اتخاذ سلسلة من خطط العمل لحماية موارد التربة التي توفر الأساس للإنتاج الزراعي العالمي كما تم الاتفاق على رصد استثمارات موازية من قبل الحكومات ضمانا للإدارة المستدامة للتربة وعلى نحو يساهم بفعالية القضاء على الجوع وانعدام الامن الغذائي والفقر

ونبه الخبراء في الاجتماع أن نطاق التربة المنتجة في العالم محدود وتواجه التربة ضغوطا متصاعدة بفعل مختلف الاستخدامات مثل زراعة المحاصيل وأنشطة التحريج في الغابات والمراعي الحيوانية بشتى أشكالها والتوسع الحضري وكذلك إنتاج الطاقة واستخراج المعادن

يذكر أن التربة تمثل نحو ربع التنوع البيولوجي الحيوي على الصعيد العالمي وتلعب دورا رئيسيا في توفير إمدادات المياه النقية ودعم القدرة على التكيف المرن لإحداث الفيضانات والجفاف وتعتمد الحياة النباتية والحيوانية اعتمادا حاسما على إعادة تدوير المغذيات الأساسية من خلال العمليات الطبيعية للتربة
وترى "فاو"أنه فيما تتيح بعض من أجزاء التربة البكر في إفريقيا وأمريكا الجنوبية مجالا ممكنا للتوسع الزراعي إلا أن النمو السكاني العالمي المتوقع أن يتجاوز 9 مليارات نسمة بحلول 2050سيؤدي إلى زيادات نسبتها 60 %على الطلب على الغذاء والعلف والالياف وهذا سوف يلقي بمزيد من الضغوط على موارد التربة المتاحة وهو ما يستدعي سرعة اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لحماية الاجزاء المتبقية من التربة والحفاظ على قدرتها على العطاء والانتاج

إننا كبشر مسؤولون مسؤولية كاملة عما يهدد التربة ويجب علينا أن نحرص عليها لأنها مصدر رزقنا ورزق الاجيال التي ستأتي بعدنا ولأجل المحافظة عليها علينا اتخاذ عدة إجراءات للحيلولة دون المخاطر التي من الممكن أن تقضي عليها

إن تطبيق سياسات مناسبة لاستخدام الارض وإصلاح الاراضي التي تأثرت يمنع تدهور الاراضي في المناطق المعرضة للتصحر والتصدي لهذه المشكلة يتم عن طريق تحسين الصرف الزراعي تحسين التربة الزراعية بإيجاد بدائل مناسبة للمبيدات ، ومنع التعدي على الاراضي الزراعية