مراقبون: "الفيتو" سيُحرج السلطة واحتمالات التصعيد قائمة


جراسا -

من مراسلنا في رالله - نهاد الطويل  - اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية عبد الستار قاسم أن الفيتو الأمريكي حيال مشروع القرار الفلسطيني المقدم من شأنه أن يضع القيادة الفلسطينية في حالة حرجة أكثر من السابق، ويؤثر سلبا عليها لأنها بذلك تفقد المزيد من الثقة في الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج وتخسر كثيرا من الإنجازات التي رسمتها للشعب.

ويرى قاسم  في تصريحات صحافية لـ"جراسا" يوم الجمعة أن السلطة تذهب للأمم المتحدة خارجة من وجه الشعب الفلسطيني لعل وعسى أن تحصل على شيء.

وأكد قاسم أنه مقابل كل ذلك فإن خيار المقاومة يأخذ شعبية أكبر، ولكن المشكلة أن الشعب لديه ردود أفعال واهية أحيانا.

في الغضون أبدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عدد من التحفظات على عدد من الفقرات في مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن والمتعلق بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

وقال الأمين العام للجبهة والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني قيس عبدالكريم،أن أول هذه التحفظات تمثلت بالفقرة المتعلقة بالقدس، كونها تهبط بسقف الموقف الفلسطيني والعربي الذي كان ينبغي أن يصر على تضمين القرار بأن شرقي القدس بحدودها الرابع من حزيران عاصمة لدولة فلسطين .

وبين عبد الكريم، أن الجبهة تحفظت أيضًا على الفقرة المتعلقة بالاستيطان، معللاً ذلك بغموض الفقرة وتحدثها عن الاستيطان وتقويضه التواصل الجغرافي لأراضي الدولة الفلسطينية، وهي صيغة يمكن أن تستغل من قبل دولة الاحتلال لتبرير استمرار الاستيطان فيما يسمى الكتل الاستيطانية الكبرى.

وطالب النائب أبو ليلى القيادة الفلسطينية باتخاذ قرار حاسم يرفض إدخال أي تعديلات إضافية على مشروع القرار الذي يمكن أن تميعه وتفرغ محتواه، محذرًا في الوقت ذاته من المناورات التي تقدم عليها الولايات المتحدة بإدخالها على المشروع بسلسة من العمليات التفاوضية التي يمكن أن تعمل على تأجيل التصويت على مشروع القرار.

مصادر قيادية فلسطينية أبدت هي الأخرى تخوفها من مرحلة توتر قادمة في ظل الرفض الأمريكي للمشروع العربي الفلسطيني الى جانب حالة الإنقسام الفلسطيني وما يجري من تغيرات على المشهد السياسي الداخلي في "اسرائيل".

وفي هذا الصدد،يؤكد المحلل السياسي عيسى أبو زهيرة "تفاعل الكل قبل أيام مع الأخبار التي قالت إن الولايات المتحدة سوف تصوت لصالح القرار، وفوجئت السلطة والجميع أمس أن هناك قرارًا برفع الفيتو في وجه المشروع في مجلس الأمن".

يتابع: "هذا أصاب رأس القيادة السياسية للسلطة في مقتل وأدخلها في حالة من الارتباك والإحباط والاكتئاب العام لأنه غيّر وشوّش جميع الخيارات المطروحة أمام قيادة السلطة من جديد، للأسف هناك آراء للسلطة أغلقت العلاقات مع العديد من الجهات الدولية في هذا الشأن وأعادت الأمور للمربع الأول، من جانب ثانٍ علاقاتها المالية والإدارية والأمنية والسياسية سوف تحتاج لإعادة نظر من جديد في جميع مناحي الحياة".

ويضيف أبو زهيرة أن القرار أدخل الشعب الفلسطيني في إحباط، وهذا يعني أن المرحلة المقبلة ستشهد مواجهة وتصعيدا وتوترا في الضفة الغربية والقدس؛ ومن الممكن أن يصل إلى غزة مع الاحتلال على خلفية إغلاق منافذ سياسية أمام الفلسطينيين والتضييق الميداني القائم من تصعيد الاحتلال.

في سياق أخر،كشف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، عن طلبه من الحكومه البريطانية بالتصويت في مجلس الامن لمصلحة مشروع القرار الفلسطيني حول انهاء الاحتلال الاسرائيلي.

وقال عريقات، لوكاله "فرانس برس" من لندن، انه التقى كلا من وزير الخارجيه البريطاني فيليب هاموند، ومستشار الامن القومي البريطاني كيم داروك، وانه طلب من الحكومه البريطانية "التصويت في مجلس الامن الدولي لمصلحة مشروع قرار انهاء الاحتلال الاسرائيلي".

وأضاف عريقات: "اكدت للمسؤولين البريطانيين أن التصويت لمصلحة مشروع القرار هو دعم للسلام والامن والاستقرار في المنطقة وعموم العالم".

وختم انه تم الاتفاق "على مواصلة الاتصالات مع الجانب البريطاني، من اجل كسب تصويت بريطانيا لمصلحة القرار".

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات