حينما يتحول الدرك الى أداة للتعذيب


جراسا -

خاص - نضال سلامه - هزت المجتمع الأردني صورة  تم تسريبها حول قيام قوات الدرك بتعذيب أحد المطلوبين بعد القبض عليه في منطقة أم البساتين خلال مداهمة أمنية نفذت الأربعاء بحق مطلوبين .

الصورة التي تتحفظ "جراسا" على نشرها يبدو فيها آثار التعذيب البدني واضحة على جسد المطلوب و الدماء تملأ وجهه جراء الضرب المبرح الذي تعرض له خلال عملية الاعتقال و التوقيف .

بداية لسنا ضد تطبيق القانون و البحث عن المطلوبين وتسليمهم الى يد العدالة فنحن مع سيادة القانون وتسليم كل خارج عن القانون الى القضاء لينال جزاءه العادل ، لكننا في الوقت ذاته لسنا مع تحول قوات الدرك من أداة تنفيذية تساعد في تسليم المطلوبين للعدالة الى أداة تعذيب تخالف كل الأعراف الإنسانية والقوانين المحلية وكذلك المواثيق الدولية التي وقع عليها الأردن والتي تنص نصا واضحا صريحا على حظر التعذيب بكافة أشكاله خلال الاعتقال .

لقد حدد القانون الواجبات الموكلة نحو قوات الدرك والأجهزة الأمنية والمحددة بتسليم المطلوب الى القضاء دون المساس به ، لكن أن تتحول أساليب الاعتقال والبحث عن المطلوبين الى أساليب تعذيب لا تقل بشاعة عما جرى في "غوانتانامو" فهذا مرفوض انسانيا وشعبيا و قبل ذلك قانونيا .

و من جهة أخرى أليس من غايات القانون و كذلك الأجهزة الأمنية أن يسلم المطلوب نفسه طوعا قبل أن يتم التحري عنه والقبض عليه ، كيف إذن ستحقق قوات الدرك هذه الغاية وقد مارس بعض من أفرادها ما يقشعر له البدن من تعذيب بحق انسان يبقى انسانا حتى لو كان مطلوبا لجهات قضائية .



نحن على ثقة لو أننا قمنا بنشر الصورة كما وصلتنا لأحدثت صدى وبلبلة واسعة أكثر في المجتمع لكننا ولأننا نغلب المصلحة العليا للوطن نتحفظ على نشرها ولن نقوم بنشرها إلا للجهات المعنية ممثلة بقوات الدرك التي يملي عليها واجبها الوطني والإنساني فتح تحقيق في تلك الحادثة و محاسبة المتسببين بها و الذين أعطوا الأوامر بعملها .



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات