ذبابة الداعية


في محاولة لتجميل القبيح ورسم صورة مشوهة للواقع الخدماتي من قبل الحكومة للشعب في البلد؛ يسوق أحد الدعاء مثالا وبشكل متكرر ومن باب الدين الذي يطغى على تصريحاته ، وهذا المثال يقول فيه أن النحل عندما يحط فهو يحط على الورد ولايحط على القاذورات ، ومن باب أن الإعلام الخاص في الأردن يسير على قاعدة الذباب الذي يحط على القاذورات رغم وجود الورد الى جوار تلك القاذورات .

ويبد, أن سماحته قد غاب عن باله أن النحل والذكور منها " الدبابير" تحط على " الزفر " أكثر من الورد ، بل تجدها دائما تحيط ببقايا اللحمة والطعام الدسم ، ومابين ورد نحلة الداعية و"زفر" وقاذورات الواقع يتنقل الإعلام الأردني الحكومي والخاص منه ويؤدي كل واحد منه دوره في المجتمع ، وهنا نعيد تفسير نحل الداعية والورد والذبابة ومن باب توضيح الدور الرقابي للإعلام ودور الحكومة كحكومة في المجتمع.

الورد هو صنيعة الله سبحانه وتعالى والنحل كذلك والعسل هو نتاج هذه المعادلة الألهية ، ودور الحكومة " ولا وجه للمقارنة وحاشا لله" أن تعمل من أجل الشعب وبعملها هذا هي تقوم بدورها الموكل لها ، والاعلام الرسمي هو صنيعة ونتاج الحكومة كالعسل الذي هو نتاج علاقة النحل بالورد ، ولايمكن لأحد أن يقول هذا العسل حلو وهو يعلم أن العسل أصلا ومنذ خلق الله الأرض وما عليها هو حلو ، والحكومة عندما تعمل لايحق لأحد أن يقول لها ممتاز أنتي كحكومة تعملين لأنها وجدت لتعمل ، وللتأكيد على عملها يأتي دور الإعلام الرسمي الذي هنا قد يشابه العسل كمنتج ولكنه يصاب احيانا بالغرور الذاتي ويطالب الأخرين بأن يقولون له أنك حلو وهو لولا الحكومة وسبب وجودها لما وجد أصلا .

وعلى الجانب الأخر يوجد الذباب الذي هو صنيعة الله سبحانة وتعالى ، وكذلك القاذورات التي تنتج عن البشر وصناعاتهم وأكلهم ، والاعلام الخاص والحر لايجد في أن يصبح ذبابة تبحث عن قاذورات الحكومة عندما لاتعمل وتصيبها التخمة ضيرا أو نقيصة من تكوينه المجتمعي ، وان كان الذباب يزعج الكثيرين فذلك دليل على وجود الكثير من القاذورات من بقايا صنيعة الحكومة تستحق أن يعلن عنها من خلال رفرفته كالذباب فوقها وابرازها كشيء واقع لايمكن أن يتم اخفاءه حتى وان تم نشر عطورا فرنسية فوقه ومحاولة خداعه .

والاعلام الخاص والحر يرضى بأنه ذبابه وهذا خيرا له من أن يكون نحلة صنعت ويتم تحريكها بريموت كنترول لإيهام الأخرين أن تطير فوق العسل الحكومي وهي تفتقد حاسة الشم التي تمنعها من التمييز بين رائحة القاذورات ورائحة الورد الطبيعي ؟ 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات