التراب الوطني


لست أملك نواصي اتخاذ القرارات في وطني، ولست أمسك بأعنّة البيانات الحكومية الرسمية ، والتي اصبحت كسيحة ومؤلمة حد الاعاقة ولا املك مواكب وحرس شخصيات وزوامير واغلاقات للشوارع، انا مواطن اردني بسيط جدا اسير حافيا على تراب وطني المبلول ، واشعر بقيمة التراب، الذى اقف عليه لالتصاقي اليومي به ، وبيننا قصة عشق ابدية ، قصة تراب يمشي على تراب ، من نفس الفصيل ونفس اللون والنوع ، بعدما اغرقوا الوطن بطمم وترب خارجي اذهب بهجة المكان واناقته ولياقته وديمغرافيته ، ولا املك اليوم الاسنة والرماح ، ولكن املك حروف اصبحت ثكلي ، تثور وتضرب بحوافرها سجون ، القهر والتهميش ، واقصاء الوطن ، وذبح الهوية الوطنية، بسم العدالة الاجتماعية ، والرقم الوطني ، والتجنيس الجائر ، ومسخ الشعب الاردني الى جيل جديد مهجن ، على حساب كرامتنا وفلسطيننا، وقيمنا وطننا ، ووصفينا وحابسنا .

والاردنيون ليسوا عبيدا لاحد، فلقد ولدوا احراراً ويموتون احراراً ، فإذا دق ناقوس الذود عن الاردن وسيادته وهويته ، فلا بد أن تركع وتجثو كل المعايير الأخرى ، مقابل الوطن ، واذا نادى المنادي للدفاع عن الاردن وهويته الوطنية فالأردنيون تدق اعناقهم ، مقابل الذود عن دينهم ووطنهم وهويتهم ، ولا تكاد تجد دولة بالعالم اشد تنظيما من الشعب الاردني وعشائره ، وعلى اختلاف التكهن به ، ففي لحظة يتفقون كما هما الان في مجالسهم متفقون على امور مفصلية تهم المصلحة العليا للوطن ، حيث سقطت كل الاقنعة ، وساحت كل انواع المكياجات ، التي تخفى قبح الفعال اتجاه الوطن .

والاردني شفاف رقيق بعيدا عن الغلظة والقسوة والكشرة مقابل الطيب والكرم والشهامة واغاثة الملهوف والقيم التي جفت منابعها عند كثيرين والاردني للنخوة والمروة اقرب و اهل اذا مسحت برفق على عاطفته واثرت نخوته واذا نظرت بداخله ترى شيئا عظيما من الشموخ والعنفوان والكرامة تتحطم امام ارادته الجبال الصم فاردته مسنونة كأحجار الصوان التي يقف عليها في ارضة ووطنه.

وقد حاول كثيرون كسر ارادته وكل مره يزعمون ويراهنون عليه وقد خاب الزعم ان سلاحهم سيفض منا غضبة الشرفاء والاردنيون يشكون العقوق تلو العقوق في وطنهم في بحر خضم هائج يثبتون بإرادتهم الحديدية في ايام عاصفات عمود الوطن ان يسقط .

والشعب الاردني شعب عملي وجدا وواقعي الى ابعد الحدود ويكفي انه لا يستطيع اي شعب عربي ان يتحمل ما نتحمل ونبدع كما نبدع وشعبنا ابدع بالعلم والمعرفة وجميع اصناف العلوم رغم ان التعليم بالأردن غير مجاني و الاهالي يدفعون دم قلوبهم لتعليم ابنائهم والاردني يبيع ارضه لعابري السبيل مقابل تعليم ابناءه ويستدين من البنوك الفاحشة ويترع من القروض مقابل حصوله على التعليم والاردني تغرورق عيناه خلسة عن اعين الناس عندما لا يستطيع تامين مصروف جيب واجرة مواصلات لبنته للذهاب للجامعة والاردني يتمزق اربا اربا، حينما لا يستطيع تامين ملابس شتوية او صيفية لابناءة الذاهبون للجامعة او المدارس ، من هنا تأتي كشرة الاردني لتعبر عن غضبة للواقع المزرى والتركيع المدروس الذى يلقي بظلالة على اكثر من مفصل من مفاصل حياتنا والاردني تعقد حواجبه عندما ينزل النفط عالميا ويدفع من جيبه ثمن نزوات علية القوم وابنائهم والسياحة والسفر التي لا تتوقف ولا تكاد ان تهدا محركات طائراتهم على حساب الوطن ، الم على الم، وجرح على جرح ، فقد بلغ السيل الزبى وعقونا ونعتونا بأبشع الصور وسلبوا مقدرات وطننا واغرقونا بملايين البشر على حساب قوت الاردني وهويته وارضه ونصيح فليحيا الوطن فلا ادري هل بقى لنا وطن .


وحمى الله الاردن



تعليقات القراء

رامي الوادي المناصير
كل الاحترام للأخ عاطف المناصير الرجل الوطني والذي لا يدمعه إلا تراب الوطن فحماك الله يا وطني
18-12-2014 07:01 PM
د سالم الحويطات
مقال غير طبيعي كل الاحترام لشجعان الوطن الاوفياء المخلصين
18-12-2014 07:39 PM
علا محمد
سلم مدادك أستاذ عاطف المناصير وحمى الله الأردن
24-01-2015 09:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات