جراسا -

خاص - مراسلنا من القاهرة عبدالرازق حسين - تشهد الساحة السياسية المصرية صراعا من نوع جديد يغلب عليه طابع العواجيز واللذين بدأوا فى الظهور الكبير على المسرح السياسي المصري بعد ان أقصيت القوى السياسية الرئيسية على الساحة مثل الأخوان وقوى التيار الإسلامي وقوى التيارات الشبابيه التى صنعت ثورة 25 يناير.

كمال الجنزوري كان رئيسا لوزراء مصر فى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك كما عين أيضا رئيسا للوزراء بعد ثورة 25 يناير إبان حكم المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي ،الجنزوري الذى تخطى الثمانينات من عمره يظهر الان على الساحة السياسية المصرية كموحد لأحزاب مدنية يرجع أصول أغلبها إلى الحزب الوطني المنحل وأعلن تأسيس "الجبهة المصرية" والذي يتكون من أحزاب مدنية بمختلف توجهاتها من اليمين واليسار والوسط وبعض النقابات منها اتحاد العام لعمال مصر واتحادات العام للنقابات المهنية.

أما عمرو موسى فهو أيضا فى السبعينات من عمره وقد شغل منصب وزير الخارجية فى عهد حسني مبارك كما انتخب أمينا عاما لجامعة الدول العربية وبعد ثورة يناير خاض غمار الإنتخابات الرئاسية ولم ينجح فى الحصول على أصوات المصريين فى تلك الإنتخابات التى حسمها الرئيس السابق محمد مرسي ولكن موسى لم يكتف من الخوض فى غمار بحر السياسة فأسس حزب المؤتمر وكان احد قيادات جبهة الإنقاذ التى ناهضت حكم محمد مرسي وكان سببا مباشرا في الإطاحة به من الحكم فى الثالث من يوليو 2013 ،ويقوم حاليا عمرو موسى بدور سياسي بخدمة نظام الحكم الجديد فى مصر وذلك بالتنسيق بين الأحزاب المدنية المختلفة لضمان حصد أكبر من أصوات البرلمان المقبل لتكون بمثابة ظهير سياسي قوى للرئيس عبدالفتاح السيسي خاصة وأن الدستور الجديد أعطى لمجلس النواب القادم صلاحيات واسعة قد تؤثر فى قرارات وخيارات الرئيس اذا كانت الأغلبية من غير الأحزاب التى تدعمه ولذلك قام عمرو موسى مؤخرا بجولة خارجية فى الولايات المتحدة وذلك للتسويق للإنتخابات القادمة ودعم الأحزاب المؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي.

أحمد شفيق الوزير ورئيس الوزراء الأسبق والأكثر إثارة للجدل على الساحة السياسية المصرية فوزير الطيران السابقة فى حقبة حسني مبارك والذى أتهم بقضايا فساد أغلبها كان منظورا حتى وقت قريب ،شفيق الذى يقيم منذ فترة ليست بالقصيرة فى الإمارات العربية المتحدة يقول الان انه سيعود لمصر وسيترشح على رأس قائمة للبرلمان القادم وذلك ممثلا لحزبه حزب الحركة الوطنية والذي يسعى أيضا لتكوين ظهير سياسي للرئيس السيسي والمفارقة أيضا من عواجيز السياسة المصرية وكأنه لا عزاء للشباب المصري ولا الأحزاب المصرية التى تسعى لتمثيل الشعب المصري بشكل حقيقي