فلوا قبل العاصفة .. ارحلوا قبل القاسمة !!


اليهود الموجودون اليوم كشعب في دولة إسرائيل ، أو كأمة من ضمن منظومة الأمم العالمية والذين استنبطوا بمؤامرة دولية لتنظيف الدول الأوروبية من وسخهم ومؤامراتهم ، وجلبوا إلى فلسطين العربية لتخريب الأمل العربي بخلافة إسلامية راشدة بعد زوال العثمانية ، ولتفتيت الوحدة العربية كرسالة عربية سامية يسعى لتحقيقها أحرار العرب ومقدماتهم الثورية ، بزرع بؤرة سرطانية داخل الوطن العربي الذي أراده الغرب مجزئا بحدود تحدد جنسيات وأقطار وحتى وطنيات خاصة ، بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ، ولاستعباد شعب عربي أصيل هو الشعب الفلسطيني من الخارطة السياسية والاجتماعية والوطنية العربية ، بمحاولة إذابته وإنهاء هويته الوطنية وإلصاقها بوطنيات أخرى بما فيها الإسرائيلية ، هم وكما هو معروف ومعلوم وثابت تفرخوا من مجموعات إثنية غير سامية آتية من شعوب عالمية لا تمت لليهود المؤمنين الأولين ، الأمة التي سلفت بصلة ، أسموا أنفسهم بالشعب اليهودي خداعا وتلحفا بالدين اليهودي الذي حرفوه بأيديهم ، تزلفا من المسيحيين الأصوليين الصهاينة الذين أرادوهم موجودين فاعلين وساعدوهم ليسودوا بانتظار خروج المسيح الذين هم مقتنعين انه لن يخرج إلا بوصول اليهود لرأس الهرم بالفساد والإفساد ، وللفرار من الخدمة العسكرية المطلوبة أسوة بمواطني الدول للدفاع عنها أمام الأعداء والتهديدات الخارجية ، أو طلبا للنجاة وهربا من عقاب الشعوب الأوروبية بمختلف مكوناتها وخاصة الاقتصادية والدينية ، خوفا من القانون لارتكابهم موبقات وفساد ديني أو اقتصادي أو سياسي وحتى اجتماعي أدى لتخريب المجتمعات خاصة الأوروبية التي هم منها ، مما أدى حكما وواقعا لانقلاب الشعوب كافة والحكام عليهم ، والذي بدوره أدى إما لمعاقبتهم فرادى وجماعات وفق القانون أو خارجه ، أو لطردهم منها للتخلص منهم بمحاولة تجميعهم بأرض جديدة هي فلسطين التي ليست لهم وليست للطاردين ، لتكون موطأ قدم للاستعمار الجديد بكل حلله السياسية والثقافية والاقتصادية وحتى الدينية ، بمحاولة رد العرب عن دينهم الإسلامي الحنيف .

ارتحلوا إلى فلسطين على حين غفلة من أهلها مع نهايات القرن التاسع عشر عندما كانت فلسطين تتبع إداريا للعثماني المتهالك بقوة التركي العلماني المتآمر مع الغرب على الإسلام والأمة وفلسطين ، لقبولهم بها كخيار قدم لهم من بين عدة خيارات قدمتها لهم الحركة الصهيونية العالمية الجديدة لرغبتها بالسيطرة على مقدرات العالم الاقتصادية ، وللولوج في متغيراته السياسية التي تشكلت تزامنا مع قيام العلمانية الدولية النابذة للدين كمرتكز للسياسة وبناء الدول والمجتمعات ، استغلالا منها لواقع دولي آنذاك تمثل بضعف الدولة العثمانية وتفككها كنتيجة مباشرة لظلمها الرعية العربية بخاصة ، والرغبة الجادة لدى الحكومات الأوروبية بالتخلص من معتنقين لليهودية من أبنائها الذين اسموا فيها بالنشاز والجراثيم ، بالترحيل وليس بالقتل والإفناء لتحقيق الكثير من الأهداف التي من أهمها ، زرع بؤرة فاسدة حليفة لهم تمنع الوحدة العربية ، أو قيام خلافة راشدة ، وهما من أهم مقومات الفكر العربي الشعبي .

لم تكن الحركة الصهيونية الفاسدة دينيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا تضغط بالدفع منها باليهود الجدد لاختيار فلسطين وطنا قوميا لهم ترتكز على أي مصوغات قانونية أو شرعية للاستيلاء عليها ، مما جعلها ترتكز وتعتمد الفكر التلمودي اليهودي المحرف لتمرير رغبتها وخططها الإستراتيجية ، لإقناع المتشكلين من عوام اليهود الجدد وخاماتهم بأن فلسطين هي الأرض المقدسة الموعودة التي خصصها الله لبني إسرائيل القدامى مقنعيهم أنهم هم الورثة الحقيقيين والشرعيين لإتباع يعقوب وموسى وهارون وداوود أصحاب الرسالة السماوية البائدة الذين اتخذوا من فلسطين وطنا لهم .

وبعد أن تشكلت دولة إسرائيل فوق أرض فلسطين العربية كدولة ديمقراطية نزولا من قادتها الصهاينة وزعمائها وخاماتها التلموديين عند رغبة العالم وخاصة الأمريكيين الذين أرادوها تحت هذا الاسم كدولة هلامية بلا دستور وبلا حدود محترمة ادعاء للديانات السماوية الثلاثة ، وضامة لكل القوميات وخاصة العرب الفلسطينيين أصحاب الأرض الفلسطينية وولاتها ، لضمان موافقة البقية العربية على المخطط الغربي وبالمعادلة الجديدة للوطن العربي ودوله المستقبلية ولاستمالتهم للقبول بترحيل اليهود إلى فلسطين وتجميعهم فيها ، عادت أوهام الحركة الصهيونية للتشكل من جديد ولتصطبغ أكثر بطابع يهودي تلمودي مخلوط بفكر عنصري صهيوني ، بقيادة قطبي الصهيونية الجدد البيبي نتن ياهو ، والليبرمان صاحب الفكر الخاص القاضي بضرورة ترحيل الفلسطينيين من ارض دولة إسرائيل القائمة بمنطق القوة والأمر الواقع ، واللذان يدفعان اليوم وأكثر من أي وقت مضى لتحويل دولة إسرائيل من دولة ديمقراطية ما زال بعض الفلسطينيين ممن لم يسقطوا بفخ الترحيل والتهجير يعيشون فيها كشعب من الدرجة الثالثة ، إلى دولة يهودية القومية تخطط لطرد الفلسطينيين أصحابها وولاتها الأصليين منها نهائيا بالإكراه أو بالابتزاز أو بالرشا المادية تحت عنوان تجارة أراض وقدسيتها اليهودية ، أو حتى بالسياسة بالاعتماد على مبدأ تبادل الأراضي التفاوضي .

قد لا يكون يعرف البيبي النتن ياهو وخليفته المنتظر الليبرمان الأخطر على القضية الفلسطينية منذ نشأتها وكل سكان إسرائيل اليهود أن مطالبتهم اليوم وضغطهم لتحويل دولتهم المسخ المسماة إسرائيل من عنصرية مدعية الديمقراطية إلى دولة عنصرية فاشية يهودية الطابع ، ومحاولتهم التي ستكون القاسمة بتهويد القدس والمقدسات العربية الإسلامية والمسيحية ، هي البشرى للشعب الفلسطيني المؤمن والمقتنع وجوديا بقرب زوال دولة إسرائيل ، إضافة لاقتناع كل دول العالم مهما اختلفت عقائدها وأنظمتها السياسية ومسلكيات شعوبها أن دولة إسرائيل أوشكت بالفعل على الزوال ، أولا : لانتهاء صلاحيتها ، وثانيا : لقرب نهضة العرب الكبرى ، وثالثا : لقرب تفسخ الدول الداعمة لها واقتراب اجلها ، وبخاصة أمريكا بانشغالها بنفسها وأحوالها وحاجات شعوبها لتجربة نظام الدول المستقلة .

إن واقع زوال دولة إسرائيل الإرهابية المسخ بعد هذا الإلحاح الإسرائيلي من يهود متدينين وعلمانيين على حد سواء لتحويلها من متعددة القوميات إلى يهودية القومية ، حقيقته هذه المرة وأكثر من أي وقت مضى سيتم ويكون بإمضاء وتوقيع قادتها وكبرائها وهو ما يعملوا عليه حاليا ، وبموافقة شعبها اللمم الجديد الذي قد لا يعرف ما ينتظره بقادم الأيام وهو ليس ببعيد، نتيجة لغباء وسفاهة قادته وزعمائه وحاخاماته العنصريين ، والذي ما زالت أمامه فرصة النفاد والإفلات من العقاب الموعود والسلام إن هو رجع إلى صوابه ولفظ زعمائه السفهاء المجرمين ، وترك افتاءات حاخاماته المعتوهين ، وعاد بسلام من حيث أتى قبل فوات الأوان ، أو كما يقول المثل العربي ( قبل ان تقع الفأس بالرأس ) وبعده ( لن ينفع الندم إن وقع الأمر ) كما يقول المثل العبري المسروق والمحرف من التراث العربي الأصيل ( سبق السيف العذل ) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات