جراسا -

يعتقدون ان هنالك ما هو امر من الفقر.....كما لا يظن ذاك الطفل ذو تسع اعوم لن اتبعها باي مصطلع كالربيع ......او بعمر الورود ...فما تشاهده عيناه الذابلتان لا يتساوى منطقيا مع عمره المرقوم بالتسعه..

يجلس في مقعده ذو الترتيب الثالث بين زملائه في الصف الرابع..لا يحرق قلبه ثيابه المقطعه الرثه ...ولم يكترث الى حذائه الرطب الذي املأت شقوقه مياه الامطار المتحمعه في طريقه التي يسيرها متحملا ثقل شنطته الممززقه وحرصه على تأمين الشارع لاخوته الصغار ..ليدخلهم المدرسه لانه يعتقد او كما تعتقذ امه الارمله منذ ثلاث سنوات هوه الخيار الوحيد من الفرار من الفقر ...

والالتجأ الي امل الغد لعله يحمل لهم مايقشع قهر الفقر عن ارواحهم وقلوبهم وحتى اجسادهم .......فهذا الطفل لايقهره كل هذا الفقر بالمقدار الذي يقهره ان زميله ذو تسع سنوات الذي يجلس خلفه بالمقعد الرابع ...في كل يوم يكن في جيبه من مصروف مايكفي لاحضار خبز يكفيه هوه واخوته الثلاث وامه ....ما هذه الامال ...خبز فقط يسد جوعهم فقط ...لم يتعدى بتفكيره المقهور لاكثر من هذا ولو لشيء بسيط قليلا من غموص او حتى للعبه بسيطه تجعل التسع اعوام عمره المنطقي......وما زالوا يظنون ويفكرون ان هناك اكثر من الفقر يقهر القلوب ....لعلها ضمائركم الاكثر ...قباحه .....

قصص لن تحكى لابطال واقعيون