جراسا -

دأبت اسرائيل في الآونة الاخيره بشكل خاص بالتطاول على أمن وسيادة الاردن، فقد سبق ان صرح العديد من جنرالات اسرائيل عن مطامعهم العدوانية المبيتة اتجاه امن واستقرار الاردن.

ثم جاءت الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المقدسات وخاصة المسجد الاقصى الذي يحظى برعاية دينية اردنية وفق الاتفاقات التي وقعت عليها اسرائيل. واستمر التطاول والاعتداء الاسرائيلي التي اغتال القاضي الشهيد رائد زعيتر، واليوم يتطاول سفير اسرائيل "غير المرغوب به" شعبياً على احد مرتكزات الدولة الاردنية وهي السلطة التشريعية التي تعتبر سلطة معبرة عن جماهير شعبنا.

فقد جاءت تصريحات السفير الاسرائيلي بحق مجلس النواب الارني وتطاوله عليه، اعتداء صارخاً، وفظاً، يفرض على حكومتنا الاردنية ان تلّجم مثل هذه الاعتداءات، وتقوم بأبسط ما يمكن استجابة لمطالب شعبنا الا وهو طرد هذا السفير من بلدنا، وسحب فعلي لسفيرنا من اسرائيل.

وفي نفس الوقت فاننا نشهد صولات وجولات للعديد من السفراء الاجانب في الاردن، زيارات في المدن الاردنية والمشاركة في مناسبات عدة. وعلى الاخص جولات سفيري امريكا وبريطانيا وكان اخرها زيارة مدينة معان من قبل السفير البريطاني في عمان، بهدف الاطلاع على اوضاع المواطنين فيها!!!.

اننا نرى ان مثل هذه الزيارات فيها خروج عن الاعراف الدبلوماسية الدولية المعمول بها، وان على وزارة الخارجية ان توقف مثل هذا النهج الخطير غير المشهود في الاعراف الدبلوماسية سيما واننا شهدنا في الآونة الاخيرة تصريحات لهؤلاء السفراء تطال النسيج الوطني والديمغرافي لمجتمعنا الاردني.

ان استمرار سياسة غض النظر لهذه التصرفات الاسرائيلية، وبذريعة اهمية العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل لقضية شعب فلسطين سياسة سقطت في الحضيض، واثبتت عقمها مع كيان عدواني لا يعرف الا مصالحه واهدافه الاستراتيجية.

واصبح ضرورة ملحة ان تقوم الحكومة الاردنية، بسياسة ردع دبلوماسي تتمثل في ابسط حالاتها قطع العلاقات الدبلوماسية معه، ووقف كل اشكال التطبيع الاقتصادي والتجاري خاصة.

ان حزبنا الشيوعي الاردني وسائر قوى ومؤسسات مجتمعنا الاردني تشعر بالقلق الشديد ازاء هذه التصريحات والتصرفات الاسرائيلية وحلفائها الامريكيين، سيما وانها تتزامن مع التوجه الاسرائيلي في اعلان واقرار "يهودية الدولة" بما يحمل في طياته من نهج عنصري خطير.
الحزب الشيوعي الاردني
عمان في 25/11/2014