عذرا يا قدس ..


منذ سنين طويلة وقضيتنا الفلسطينية على طاولات المؤامرات العربية والدولية ، فالكل يبيع والكل يتآمر من أجل بيع ملف القضية الفلسطينية ، والبعض يقبض من أجل التنازلات ، فلا أحد يعمل من أجل ذلك الشعب الذي يموت ، ولا أحد يعمل من أجل تحرير الوطن فالكل فاسد .

قضيتنا هي مع قياداتنا وليست مع الإحتلال ، قضيتنا مع من يبيعون أنفسهم لمن يهمهم مصالحهم مع الكيان ، ويهمهم أن يبقى الإحتلال في قلب الشرق الأوسط ، لن نقول أنهم الغرب ، ولكنهم أهلنا ، والعرب ، والمسلمين ، فكان أولى بالحركات الإسلامية التي تخرج كل يوم لقتل آلاف الأبرياء بل ملايين المسلمين أن يأتوا إلى فلسطين ويعدلوا بوصلتهم نحو العدو ، لا أن يحاربوا المسلمين في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها .

وهذا يؤكد أن تلك الحركات التي تدعي الإسلام أنها مشاريع صهيونية وغربية جائت ضمن إستراتيجية أجنبية للإستيلاء على خيرات الوطن العربي وثرواته ، ليحتفظ البعض الآخر بقوته وخيراته التي يمد بها الإرهاب ويدعم تقسيم العالم العربي للعديد من الدوليات والولايات المتفرقة ، ولن أقول داعش والنصرة والإخوان وغيرهم ، ولكن سأكتفي بأن ينظر هؤلاء لأنفسهم أين يصوبوا بنادقهم ، وعليهم أن يفكروا لصالح من يعملوا ويقتلوا آلاف الأبرياء .

نحن لا نناشد الأنظمة ، ولا نناشد القادة ، لأن كلمنهم يتباكى على هذا الشعب ليملأ جيوبه بأموال المتآمرين على قضيتنا وشعبنا ، ولكننا نناشد إخواننا من الشعوب ، لنعمل معا وسويا من أجل تحرير العالم العربي بأكمله من إحتلال الأنظمة الغربية والأجندات التي يطبقها الأنظمة على أراضينا العربية والإسلامية ، ولن نعمل مثل تلك الجماعات التي تحارب بالسلاح ، فنحن سنعمل على حرب مختلفة ، سلاحها العلم والثقافة والسلام ، وهذا السلاح الذي فقدته كافة الأنظمة ، لذلك نناشد إخواننا من الشعوب التصدي لكل تلك الأجندات بالتعاون وفتح قنوات التواصل بين الشعوب لنشر ثقافة واحدة عرفها الإسلام منذ الأزل وهي التسامح والمحبة والسلام ، لا القتل والإرهاب والظلم والقهر .

كم من الشعوب اليوم باتت بلا مأوى وبلا أرض فالعديد من الشعوب أصبحوا لاجئين ، واصبحوا شعوبا بلا وطن ، ووطن يملؤه الإرهاب والخوف ، فقد المستقبل ، والأمان ، لذلك وجب على الشعوب أن تتوحد لتحارب جنبا الى جنب كل تلك المظاهر بالعلم وفرض الثقافة الواحدة التي نعرفها جميعا كشعوب عربية .

إن ما يدور اليوم في القدس من تهويد ومن دنس ومن إرهاب ، كان على القادة أن يلتفتوا له وأن يعملوا على رفع الظلم عن القدس واهله ، والاقصى الذي تنتهك حرمته كل يوم مئات المرات على مرأى ومسمع العالم ولا من مدافع ، نساء تنتزع ملابسها في الاقصى وتضرب بالعصي ، وشيوخا تهان ، واطلاق النار بات في كل ركن فيه ولا ساكن يتحرك ، ولا صوت يعلو ، إلى متى ؟؟!!

عذرا أيها الأقصى فالمسلمون منشغلون بقتل بعضهم البعض ..

عذرا يا قدس .. فالمسلمون اليوم أصبحوا تجار دين ..

عذرا يا فلسطين .. فلم يبقى لك سوى الكرامه ، التي لن يفرط فيها اهلك ..

فقد باعك كل القادة بلا استثناء فالكل فاسدون ، خائنون ، لا ضمير ولا وطنية ، والشعب باق والصبر جميل ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات