" نجاشي" الإخوان


في تصريح للمتحدث باسم جماعة اخوان مصر في بريطانيا عن مدى شعورهم بالأمن حيال التحقيقات التي تجريها الحكومة البريطانية عن الجماعة وعلاقتها بالارهاب قال" ان حياة الإخوان في بريطانيا كحال المسلمين اللذين هاجروا في عهد النبوة الى الحبشة عندما كان فيها ملكُ لايُظلم عنده أحد" ، وهنا لابد من التوقف والبحث في مفهوم العدالة الذي يقابله عدم الظلم لأن الظلم ظلمات .

إن ما يجري من احداث على صعيد العلاقة بين الجماعات الدينية والأنظمة السياسية في الوطن العربي؛ هو في الأصل صراع مصالح وليس للدين فيه من شيء ، وكون تلك المصالح تستند على مدى تحقق الفوائد المالية لكل طرف مقابل الطرف الأخر نجد أن قاعدة ما طرحه الإخونجي المصري " البريطاني " لايمكن تطبيقها هنا ، فان علاقة إخوان مصر مع بريطانيا ليس علاقة قائمة على تحقيق مصالح اقتصادية لطرف ما على حساب الأخر؛ بل مصالح سياسية بحته يحكمها قانون وضع منذ مئات السنين ينظم تلك العلاقة بحيث تكون مصلحة بريطانيا العظمى هي الأصل وما يأتيبعد ذلك مجرد ادوات قانونية لتحقيق هذه المصلحة.

وهنا كان الأجدر بالإخونجي المصري " البريطاني " أن لايضع " النجاشي " مقابل الملكة اليزابيث لأن البون بينهما شاسع ولايمكن مقاربته .
وبريطانيا العظمى " نجاشية " القرن الواحد والعشرين ومعها بقية نواجش الغرب المسيحي وما اصابه وعبر الف واربعمائة سنة من تغيرات سوف لم يكون بصفاء ونقاوة نجاشي الحبشة ودينة المسيحي ، وهنا يبدو أن إخوان مصر ومن يتبعهم من إخوان العرب لم يجدو في نجاشي " اسطنبول" ملجأ لهم كون هناك مصالح سوف تتقاطع فيما بينهم وهي نفس نوعية المصالح الاقتصادية التي تقاطعت بينهم وبين الأنظمة العربية ، ووجدو في الغرب " النجاشي"ملاذا لهم
من إخوان .
ولايحق للإخوان من اي منبت كانو أن يقارنوا نجاشي الحبشة الذي كان على دين عيسى موحدا ، والذي صلى عليه الرسول محمدعليه السلام صلاة الغائب عند سماعه نبأ وفاته بالملكة اليزابيث ، ولايحق لهم أن يقارنوا أنفسهم بأول فوج من صحابة الرسول عليه السلام ومن امنوا برسالته عندما كذبه كل العرب ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات