تجارة المعرفة


لأكثر من عشرين سنة مضت؛ تصدرت الشركات الصناعية قائمة أكبر الشركات العالمية من حيث رأس المال مثل شركة مرسيدس وتويوتا وأي بي أم وشركات الأسلحة وغيرها من شركات الصناعات الثقيلة، واليوم من يتصدر هذه القائمة ...؟ شركات جوجل وفيس بوك وتويتر وياهو وغيرها من شركات المعرفة.

وعندما قام أحدهم بسؤال بيل غيتس مالك شركة مايكروسوفت والعديد من شركات المعرفة الحديثة عن المنتجات التي يبيعها أجاب: "أنا أبيع المعرفة".

لقد حدث تحول كبير في مجال الصناعات الكبرى خلال العقود الأخيرة وإنتقال واضح من سيطرة الشركات الصناعية الى شركات المعرفة ومن تجارة السيارات والأسلحة والأدوية والنفط الى تجارة العلوم والتكنولوجيا والإلكترونيات، ويتم ملاحظة هذا التحول من خلال الإقبال الشديد للبشر على منتجات هذه الشركات.

وتولي كثير من الدول العظمى في العالم إهتماماً كبيراً بمجالات المعرفة والتكنولوجيا وهو ما يديم سيطرتها وتقدمها على دول العالم التي تتقدم ببطئ نحو إستخدام التكنولوجيا وإدراجها في مناحي الحياة المختلفة. وتعتبر وسائل المعرفة الحديثة من أسباب تقدم الأمم ونجاحها في نشر ثقافتها وسيطرتها على عقول وقلوب الملايين حول العالم وهو ما يتم تسميته بالعولمة.

لقد خدمت التكنولوجيا الناس بشكل كبير وسهلت عليهم حياتهم ومكنتهم من العيش بسهولة ويسر من خلال الخدمات الإلكترونية والسيطرة على الأمراض وتبادل الثقافات وغيرها.

واليوم نقف في الأردن والشعوب العربية أمام تحدٍ كبير في التحكم بهذه التكنولوجيا والسيطرة عليها، وعدم الإعتماد الكلي عليها.


والتحدي الأكبر الذي يواجهنا في العالم العربي هو أن نتحول من مستخدمين لتكنولوجيا يطورها غيرنا ويتحكمون من خلالها بعقولنا وقلوبنا ومصالحنا ويتجسسون على معاملاتنا وإتصالاتنا ويراقبون كل حركاتنا وسكناتنا الى مطورين لهذه البرامج والأجهزة ومعدلين عليها بما يتلائم مع ظروف حياتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف.

إنني أدعو الى الإنفتاح المقيد على هذه التكنولوجيا مع توافر سياسة الإنتقائية والإختيار من بحر المعرفة، هذا ما نحن بحاجة اليه من أجل البدء في عملية التطوير والتحديث، وليس الإنفتاح الكلي الذي يدمر علاقاتنا الإجتماعية ويخرب بيوتنا ويضيع أخلاقنا.


ولقد كنت قد أشرت في مقالي السابق الذي هو بعنوان "لا تترك باب منزلك مفتوحاً" الى المخاطر التي تترتب على الإستخدام المفرط لوسائل التكنولوجيا الحديثة دون وضع قيود ومحددات تقلل من إقتحام الآخرين لتفاصيل حياتنا وتجسسهم على خصوصياتنا.

بقلم: م.أنس معابرة



تعليقات القراء

كوين جراسا
سلمت يدك


اغلب الناس منفتحة بدون قيود
واكبر أضرارها ان الشخص اصبح يستغني عن رؤية والديه وأهله
22-11-2014 12:50 PM
كوين جراسا
والاستغناء عن خدماتهم أيضاً
صار أصدقاء النت هم الأفضل لديه


هذا واحد فقط من الأضرار
22-11-2014 12:52 PM
كوين جراسا
لازم يكون فيه مشاريع توجيهية لاستغلال طاقات الشباب
ضمن المعرفة
وتطبيق مشاريع واقعية
22-11-2014 12:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات