وخزة،،،!!!


-فاقد الدهشة يستعيد عافيته،،،!!!
-رُغم العنت الذي حاق بفاقد الدهشة على مدى أسبوعين ، ورُغم مرضه الإندهاشي ، لكنه لم يفقد خاصية من أهم خاصياته ، قوة الإرادة ، الإسترخاء ، التأمل والتركيز ورضى النفس ، فبدا اليوم مفعما بمشاعر السعادة والتفاؤل.
-والدلالة على أنه مُعافا وبصحة جيدة ، جاءَني فجرا ، وقبل طقوس القهوة والشاي وحرق التبغ ، طرح سؤالا لم يكن بالحسبان.
-ما هي الركيزة الأساس للعلاقات الإنسانية...؟
- ولما شعر أني مُتلعثما ومأخوذا من هذه المُباغته ، طلب المزيد من القهوة ، الشاي والسجائر ، وغاب بضع دقائق يُمارس طقوسه ،وحين عاد راح يتأمل وجهي وكأنه يراني لأول مرة ، علما أنه يتقمصني، يعيش في خلاياي ومتوحدا في مصيري.
-ثم قال: المصلحة يا فصيح ، نعم المصلحة ولا شيئ غيرها.
-وقد إسترقت لحظة إنشغاله برشف الشاي ونفث الدخان،،،!!!
- قلت : ماذا عن الحب ، العشق والغرام...؟
-قهقه اللعين حد الثمالة ، رماني بنظرة إستهزاء وإستنكار ، وأردف قائلا كل هذا أيضا مصلحة ، وزاد حتى الزواج ، وعلاقة الوالدين بأبنائهما في المُحصلة النهائية هي مصلحة.
-قلت: يا لطيف ، إتق الله يا رجل...!
-نعم ، أنتم أغبياء أيها المندهشون،،،!!! ، حين تُفلسفون مصالحكم ، وتخترعوا لها أسماء ومسيمات ، من نسج خيالكم ، بالأكاذيب ، المراوغة ، التدليس حتى على أنفسكم ، وأنتم تتحدثون عن الحب ، العشق ، الغرام والهيام وغيرها الكثير من التهليس،،،!!!
- وفيما طنشني لبعض الوقت وهو يُمارس طقوسه ، كنت حقيقة مندهشا ، أجلس أمام صديقي اللدود فاغرا فمي ، شارد الذهن وزائغ العينين ، وكأني كتلميذ إبتائي أمام معلمه ، وشعرت أني في دوامة ، أو بلغة أخرى أعيش الضياع ، من هول ما سمعت،،،!!! ، ولم ينقذني من موقفي هذا سوى رنين هاتف فاقد الدهشة ، الذي أتاح لي لملمة أفكاري المبعثرة ، وما أن أنهى اللدود المكالمة ، حتى قلت: إسمع يا هذا ، لم أعهد في حياتي أن سمعت هذا الهذيان قبل اليوم ، فالبشرية جمعاء ، لا حديث لها عن غير الحب وأثره في حياة الناس كقاسم مشترك أعظم بين البشر ، وأنه هو العلاقة الأقوى بين الجميع.
-قهقه اللعين ، تأملني وأطلق في وجهي صرخة مدوية : مصلحة فحسب،،،!!! ، وحتى حبكم لله القدير ، عبادته وطاعته هي أيضا مصلحة .
- بغير وعي أطلقت صرخة،،، واو واوووووووووووووووووووو...! ، وقلت : ما أنت يا هذا حتى تتلفظ بهذه الخزعبلات...؟
-كعادته المُستَفِزة ، إعتدل فاقد الدهشة في جلسته ، رماني بإبتسامة صفراء ، رشف القهوة ونفث الدخان ، والتفت إلى وراح يُنظّر من جديد ، وقال: ألا يجهد الجميع في حب الله القدير ، يُطيعه ، ويعمل كل ما يُرضيه ، لماذا...؟ أليس طمعا في دخول الجنة يوم القيامة..؟ أليس من مصلحة المؤمن الصالح أن يتفادى عذاب جهنم وأن يدخل الجنة ، أم هذا ليس صحيحا...؟
-قلت: طبعا صحيح.
- عندئذ قال : إن كانت النتيجة أن علاقة الإنسان بربه هي مصلحة من جانب البشر على الأقل ، لأن الله العظيم ليس بحاجتهم ، كيف لا تكون أية علاقة غير مصلحة بين البشر وهم بحاجة بعضهم البعض...؟
-غادر اللعين وتركني أتأمل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات