وصايا الشيطان


خاص - ادهم غرايبة - مصيبة أن ينجح بضع عشرات من كبار اللصوص بتلويث سمعة و تشويه سلوك " باقي " الملايين من الناس في المجتمع فيما يصبح إفلاتهم من العقاب " او العزل على أقل تقدير " مدعاة لإستخراج كل الطاقات السلبية فينا كرد فعل أحمق يسهم في المزيد من الدمار و الاذى و الانتقام من الذات !

في مواجهة كتائب من الوزراء و النواب و الأعيان و المدراء الذين لم يفلح " أغلبهم " بترك أدنى أثر طيب في نفوس الناس , تبرز أحداث إيجابية لأسماء شعبية مهمشة لا تترك أثرا بفعل التعتيم المتعمد لأفعالها من خلال عدم ترويجها . بالمناسبة حتى الأسماء المحترمة في المراكز القيادية و الوظائف العليا – على قلتها - ليس فقط انها لا تحظى بالتغطية الإعلامية و التكريم و التشجيع لا بل يتم تدبير مكائد ضدها إنتقاما منها .

حتى في المواقع الرسمية التي فقدت هيبتها و بهت وهجها لدينا نماذج نزيهة - حتى و أن قل عددها - تستحق العودة لها كلما خضنا في النقاش السمج أياه و فحواه أن الناس جميعهم قد فقدوا ضمائرهم و ان الشرفاء كما الدينوصورات قد انقرضوا !

عموما في الجانب الشعبي خذ مثلا ذلك الأردني الطيب الذي تبرع قبل أيام بطابق كامل من بناية يملكها لمديرية التربية و التعليم في اربد إسهاما منه في تطوير و خدمة ابناء مجتمعه . تخيلوا لو أن أحد كبار اللصوص تبرع بطبشوره فقط لتلك المدرسة لقيل فيه الشعر و لأُطلق اسمه على احد الشوارع , و لربما سيتم الإيعاز لتخصيص صناديق إنتخابية ممتلئة باسمه في أقرب إنتخابات نيابية من باب رد الجميل ! فيما الرجل " الغامض " الذي اقدم على تبرعه بطيب نية- و العلم عند الله – لم يحظى بالإشادة , و لا بتسليط الضوء على صنيعة لحث كل مقتدر على تقديم شيء بسيط للمجتمع .

قبل أيام تحول الاستاذ هاني منصور الخوالدة من معلم لغة إنجليزية الى معلم " قصاره " في مدينة المفرق بدون مقابل حرصا منه على توفير اجرة من يقوم بهذه المهمة ليتم صرفها في مرافق اخرى للمدرسة التي يعمل بها، فكان معلما بحق و قدوة لطلابه الذين أسهموا معه في تقديم خدمة تطوعية للمدرسة التي يتعلمون بها بعد ان أصاب الترهل كل الوزارات , و لو ان جهد وزير التربية و التعليم الحالي يستحق الاشادة و التقدير و هو يواجه خرابا ممنهجا رعته جهات نافذه لسنوات . المعلم و طلابه لن يحظوا – غالبا – بأي تكريم و لن يتداولهم الناس كنماذج مشرفة .

لا أشعر بالحرج ان أضرب " مجلس شباب الغرايبة " مثلا و هو يسَخر ديوان العشيره ليستضيف ندوات سياسية و ثقافية و اجتماعية بشكل دوري و ينخرط في تنظيم حملات تطوعية متنوعة حيث انجز اكثر من 5 حملات تبرع بالدم و يتبنى حملات من طراز " ملابس العيد " و " كسوة الشتاء " و " حقيبة المدرسة " للمحتاجين . فضلا عن حملات صيانة للشوارع و المدارس . فيما تخذلنا البلدية و كل مؤسسات الدولة المعنية بالامر التي ندفع لها بدل خدماتها المتعطلة لأسباب تتعلق بتحطيم هيبة الدولة بعيون أبنائها لغايات تسهيل نهب البلد بعد عزله عن اهله .

هذه النماذج الثلاث ليست الوحيده و تتكرر في غير مكان , لكنها تحظى بحصار محكم كي لا تتفشى الحالة التي تضمن ثقة الناس بأنفسهم مخافة ان يفلتوا من " التهجين " و يعلو سقف طموحاتهم و يصعب تطويعهم .

مؤسف حقا ما شهده مجلس النواب مؤخرا . بضع عشرات من الشباب المحسوب على أحد النواب المترشحين لرئاسة المجلس يفور دمهم لأن قريبهم لم ينجح بانتخابات الرئاسة , فيما هم لايكترثون لحال بلدهم البائس و المنهوب , لا بل انهم لا يبادرون لفعل شيء ازاء ابسط حقوقهم في النظافة و الصحة و التعليم و قد حظي هؤلاء بتغطية اعلامية كبيرة من اجل تعزيز فكرة انهماك المجتمع بتوافه الامور لتعزيز السلبية و الجهوية و تحويل الانظار عن مشاكل البلد الكبرى و تقزيم اولوياتنا . و كأن النائب قريبهم كان سيحدث فرقا كبيرا و سيدفع البلد نحو افاق اكثر رحابة و هم يعلمون تواضع قدراته السياسية و يعلمون كيف ينجح هو و ا قرانه من " أغلب " النواب !

ترويج الأفكار السوداء و تصعيد أشخاص ضحلين و ترك الناس بلا أهداف و محاصرة الشرفاء و عزلهم و تثبيط عزيمة الناس هي وصايا الشيطان لكل من يريد بالأردن و أهله شرا , بإمكانك الأن الا ترمي منديلك بالشارع و ان لا تطلق بوق سيارتك مخافة ان تزعج منام طفل او مريض ... على سبيل المقاومة !



تعليقات القراء

ابو مروان
كلامك في الصميم يريدون بيع ما بقي منها لانها ليست بلدهم منهم لله
15-12-2014 09:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات