عدنان هواوشة و عدنان مندريس


كان عدنان مندريس عضوا و نائبا في حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه " أتاتورك " لكنه انفصل عام 1945م مع ثلاث نواب آخرين ليشكلوا "الحزب الديمقراطي " الذي شارك في الأنتخابات عام 1945م و حصل على 62 مقعدا فقط ، ثم عاد و شارك في الانتخابات عام 1950م التي فاز فيها فوزا ساحقا مذهلا .

كان عدنان مندريس وهو طالب يدرس القانون في جامعة أنقره يحلم بإعادة الحياة الأسلامية و نظامها_ العدل و المساواة و الحرية_ إلى تركيا ، كان حلما جميلا رائعا يتراءى بين عينيه ، يراوده حتى في نومه ، إذ كان يحلم بسماع الأذان باللغة العربية الذي كان ممنوعا .

ذات مرة كان عدنان يركب الطائرة داخل تركيا و إذا بقائد الطائرة يعلن حالة الخطر و الطوارئ بسبب توقف أحد محركات الطائرة ، شعر الجميع بالخطر و ايقنوا بالهلاك لأن الطائرة بدأت تهوي ، قال عدنان مندريس في نفسه " يا رب .. حلمي .. أريد أن أعيد الأسلام إلى تركيا و نطق بالشهادتين " و لم يشعر بعدها عدنان مندريس إلا وهو في المستشفى ، فقد كان على ذمة الراوي الناجي الوحيد من ركاب هذه الطائرة .

دخل الحزب الديمقراطي سنة 1950م الأنتخابات بزعامة عدنان مندريس ببرنامج عجيب توقعت له الفشل كل التحليلات .

كان البرنامج يتضمن عودة الأذان باللغة العربية و السماح للأتراك بالحج و تدريس الدين الأسلامي في المدارس و الحرية الشخصية في اللباس للمرأة المسلمة .

كانت نتيجة الأنتخابات مذهلة للجميع إذ حصل حزب أتاتورك على 32 مقعدا مقابل 318 مقعدا لحزب عدنان مندريس " الديمقراطي " .

تسلم عدنان مندريس مقاليد الحكم رئيسا للوزراء و شرع من فوره ينفذ وعوده التي قطعها على نفسه للشعب الذي انتخبه لأجلها فكان أول زعيم سياسي مدني منتخب في تاريخ تركيا .

عقد مجلس الوزراء جلسته الأولى في غُرّه رمضان فقدم للشعب التركي هدية الشهر الفضيل بقرار رفع الآذان في كل مساجد تركيا باللغة العربية .

طوال فترة حكمه حتى عام 1960م أقر تدريس اللغة العربية في المدارس و سمح ببناء المساجد فبني في عهده عشرة ألآف مسجد و خمسة و عشرون ألف مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم و انشأ 22 معهدا لتخريج الوعاظ و المرشدين و الخطباء و أساتذة الدين و سمح بأصدار صحف و مجلات و كتب لنشر الثقافة الأسلامية .

تحركت القوى المعادية للأسلام ضد مندريس فأوعزوا للجيش بالقيام بالمهمة فقام الجنرال " جمال جورسل " سنة 1960م بانقلاب عسكري على مندريس وحكومته فأودعوه السجن و أعدموه شنقا يوم 17/9/1961م .

قالت الصحافة يومها أن السبب الذي قاد عدنان مندريس إلى حبل المشنقة عقيدته الأسلامية .

ذّكرني بعدنان مندريس رحمة الله عليه "عدنان هواوشة" ، فقد علمت اليوم من شباب خيمة الحرية في "مليح الصامدة " أن النظام الحاكم في عمان قد أعتقل الطالب الجامعي عدنان هواوشة الذي قلع النظام عينه على دوار الحرية في ذيبان قبل عامين ولم يعترف النظام بجريمته ولم يكلف نفسه حتى مجرد التحقيق في الجريمة .

ذهبت عين عدنان لكن هذه الجريمة البشعة لم تثنِ عدنان عن مواصلة الحراك و المطالبة بالاصلاح ولم يخرج يوما عن السلمية في مطالبته لتحقيق أهداف الحراك المشروعة .

يفترض في هذا النظام ان يفهم أن شابا جامعيا متزوجا و لديه أطفال تعرض للأذى و أعتقل سابقا و قلعت عينه وما زال مصرا على السير في النهج السلمي الحضاري للاصلاح، أنه لا داعي للأحتكاك به و اعتقاله مرة بعد مرة لأن هذا لن يجدي نفعا للنظام ولن يغير الاعتقال و التهديد من أسلوب و نهج هذا الشاب و كل رفاقه الاصلاحيين .

لقد تعلم عدنان و رفاقه في المدرسة أن أحد المسلمين سأل يوما عمر بن الخطاب عن ثوبه الطويل ، فقال له : من أين لك هذا لا سمع و لا طاعة لك ، فلما تبين له الحق، قال: أما الآن فسمعا و طاعة ،
و تريدون من عدنان و رفاقه أن لا يسألونكم عن ثروات الأردن العظيمة المهدورة و كنوزه المنهوبة .

ترى هل قام عدنان هواوشة في الأردن بكل ما قام به عدنان مندريس في تركيا لتخشوه على فسادكم و مناصبكم فتعتقلوه مرة بعد مرة ؟!.

إذا لم يك عدنان هواوشة مثل عدنان مندريس ، وإذا لم يك عدنان هواوشة وليا من أولياء الله فهو عندي و عند كل من يعرفه أحد ضعفاء أمة محمد صلى الله عليه و سلم الفقراء المسحوقين الكادحين وله كرامة عند خالقه و سينتقم له .

يا حكومة الظلم و الطغيان أنتم تخالفون القانون باعتقالكم أصحاب الرأي ، إنكم تخرقون القانون الذي سمح للشعب بحرية الرأي .

يا حكومة الظلم و الطغيان ، أطلقوا سراح عدنان ليعود إلى أطفاله و جامعته .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات