النواب .. "أسمع جعجعة ولا أرى طحنا "


جراسا -

خاص - نضال سلامه - جاء في مأثور العرب أن نفرا من قبيلة بني ثعلبة عندما جفت المياه في باديتهم قرروا أن يرحلوا عنها وبعد التشاور فإذا بأحدهم يقول: نرحل إلى ديار بني ثعلبة فعندهم بئرين من الماء فننزل عند أحد البئرين ونترك لهم الآخر، فقال أحدهم: ولكن بني ثعلبة أولي بأس شديد، فقال صاحب الاقتراح: هذا عندما يكون سيدهم بينهم، أما إذا غاب عنهم فإنهم لا حيلة لهم ولا قوة، وفعلا أغار القوم على بني ثعلبة واحتلوا أحد البئرين وأقاموا عنده خيامهم، وأنزلوا رحالهم وتركوا ماشيتهم، ولم يصنع بنو ثعلبة شيئا حتى جاء سيدهم وقصوا عليه قصتهم، فقال لهم: وماذا صنعتم؟ فقالوا: انتظرناك حتى تعود، قال: ها أنا قد عدت فماذا أنتم فاعلون؟

قال أحدهم: أما أنا فسأنزل إلى السوق لأشتري سيفا، وقال آخر: وأنا سأبيع ما عندي من كذا وكذا وأشتري به سيفا، وقال آخر: وأنا عندي عصا سآتي بها.. ومضت أيام دون أن يحدث شيء، فدعاهم سيدهم مرة أخرى وقال لهم: ماذا صنعتم؟ فقالوا مثلما قالوا في المرة الأولى، فقال: ما لي أسمع جعجعة ولا أرى طحنا؟

هذه الواقعة على الرغم من بعدها الزمني إلا أن مجلس النواب قد أعادها واقعا الى أذهان الشعب الأردني اليوم واضحة جلية ، كيف تم ذلك ؟ تعالوا لنرى ذلك المشهد .

المشهد ملبد بأصوات الأعيرة النارية التي تطلق ليل نهار في الأعراس والمناسبات ، في الشوارع والحارات ، وأسرة المستشفيات تعج بالمصابين برصاصات هذه الأعيرة ، وسيارات الدفاع المدني تصدح في شوارعنا لنقل المصابين بهذه الصليات .

بيانات شجب واستنكار ، ووثائق شرف من كافة الشرائح الشعبية تطالب الحكومة بوضع حد لمطلقي الأعيرة النارية والحكومة ترمي بالكرة الى ملعب النواب لإقرار تشريع بخصوص ذلك ، الأجهزة الأمنية تبذل جهودا مضاعفة في سبيل الحد من هذه الظاهرة .

وينتقل بنا المشهد الى قبة البرلمان و تترامى الى مسامعنا أصوات ترعد وتزبد من النواب مطالبة بالضرب بيد من حديد على مطلقي الأعيرة النارية في المناسبات ، وصراخ نيابي يخرق مايكروفونات المجلس " سنفعل ونطالب ووووو " .

وفي فصل آخر من المشهد نرى جهاز الأمن العام يقوم بدوره الريادي من خلال عقد ندوة كبيرة اليوم الأربعاء في سبيل البحث عن حلول لهذه الظاهرة ، إلا أن المشهد كان ناقصا رسمه النواب الذين زمجروا وأرعدوا ، وأسمعونا صوت الجعجعة ولكننا لم نر طحنا ، إذ تغيب النواب وخاصة الذين زأروا تحت القبة في جلسة مناقشة اطلاق الأعيرة النارية عن هذه الندوة ولم نر لهم أي أثر .

اذن لقد تصدر مجلس النواب الريادة في صنع "الجعجعة" واخفاء"الطحن" و ممارسة "البروبوغاندات"الاعلامية دون المبادرة الى اتخاذ أي اجراء جدي وطني ليس فقط على سبيل قضية اطلاق الأعيرة النارية وانما في كافة السبل والمواطن خير شاهد .

وبمناسبة اتقان النواب لصوت "الجعجعة" دون "الطحن" واستحقاقه بذلك نسبة رضا شعبية لا تتجاوز 7 % من الأفضل أن يغسل الوطن قيادة وشعبا يديه من مجلس سيأتي يوم لا يتقن فيه حتى "الجعجعة"



تعليقات القراء

هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه
هههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه هههههههه ههه
29-10-2014 11:47 PM
ياسر الزيديين
أبدعتم كتاب جراسا ، هذا لسان حال الجميع من أبناء الوطن
30-10-2014 07:26 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات