الحلم العثماني ؟


تشير تقارير اقتصادية أن تركيا حقق ايرادات مالية بلغت 200 مليون دولار من بيعها للمسلسلات التركية لأكثر من 100 بلد ، وهي بذلك احتلت المرتبة الثانية بعد امريكيا في تسويق المسلسلات، والأكيد هنا حصة الدول العربية من تلك المسلسلات تتجاوز 70% من المائة دولة .

وتأتي هذه المسلسلات رغم الرفض الاجتماعي والاخلاقي من قبل الكثير من الدول العربية التي نشأت على الفكر الاسلامي " العثماني " لأكثر من اربعة قرون ؛ لتحتل المركز الأول من حيث المتابعة من قبل جيل من الشباب العربي الذي أًبح يجد في شخصيات تلك المسلسلات نماذج يسعى لتقليدها سواء منقبل الشباب أو الفتيات، وفي نفس الوقت تم انتاج هذه المسلسلات في فترة حكم الاسلاميين في تركيا العلمانية .

ورغم هذا التناقض في الفكر الاجتماعي التركي ما بين السياسية والمجتمع وجدت الدولة التركية في تلك المسلسلات فرصتها لتسويق تركيا السياحية العلمانية مع القليل من الدين ؛ وذلك دون أن تدفع مقابله هذه الحملات التسويقية أية مبالغ مالية بل قامت برفد الاقتصاد التركي بمئتي مليون دولار، وهذه الطريقة في الدعاية السياحية عجزت عنها " أم الدنيا" مصر رغم أنها سيطرت على الدراما في الانتاج التلفزيوني العربي لعقود طويلة .

ويعود ذلك للأختلاف في مستويات المهارات الفنية والتقنية بين " أم الدنيا " وتركيا؛ التي استفادت من علاقاتها بالاتحاد الأوروبي في الانتاج الدرامي فنيا وتقنيا وقامت بتوظيف ذلك لصالح الدراما التركية، ومن خلال ما أصبح يطلق عليه " الكاميرا التركية " والحبكة التركية والتي من خلالها تمكنت من عرض مسلسلات لأكثر من سنة وبعدد حلقات تجاوز الثلاثمائة حلقة لأحد المسلسلات .

وقد عرضت الكاميرا التركية المجتمع التركي بحرفية عالية ومن أرض الواقع ، مستغلة بذلك جماليات الطبيعة والعمارة التركية بأسلوب استعراضي دعائي مهد الطريق لأن تصبح اسماء المدن والقرى التركية أكثر قرب في ذاكرة العرب من اسماء مدنهم وقراهم ، ومن بين تلك القدرات الفنية والتقنية كان هناك من يقوم إعداد النصوص اللقطات والحبكات الدرامية بعقلية من يعيد الأرث العثماني التاريخي للساحة الفكرية العربية من جديد ولكن بعيدا عن الخازوق والسفر بلك وبقية مسميات الاستعمار العثماني التي مازالت تردد بعض مصطلاحاتها في ثقافة الشعوب العربية وخصوصا الاجيال المعمرة منها ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات