الصلاة بين هيفاء وهبي واليسا


تبرز القدرة المالية في العمل الإعلامي بقوة من أطراف عدة؛ أولها الجهات المالكة للوسيلة الإعلامية والتي تنعكس اجندتها الإعلامية على أداء تلك الوسيلة ، وتسعى لتنفيذ تلك الأجندة من خططها البرامجية التي يتم الاشراف عليها من قبل اشخاص يتصلون بالمالكين مباشرة وليس عن طريق وسطاء ، وثانيها قوة المعلن المالية نتيجة لما يدفعه من اموال مقابل تسويق منتجه سواء الاستهلاكي أو الفكري ، وقد يحدث أن تتصادم مصالح الطرفين وتكون الغلبة في النهاية لمالك الوسيلة من منطلق أن الجهة التي تمتلك تلك الوسيلة بالتالي القوة الإعلامية ، وهذا الصدام وإن حدث يتم من خلاله تحقيق مزيدا من المال لمالك الوسيلة أو مزيدا من الدعاية للمعلن .

وهذه القوة الإعلامية يعرف مدى نفوذها الكثيرين من رجال الإعلام ، ودورها في تشويه الصورة الذهنية عن الكثير من الشعوب والأمم في فترات ما أطلق عليه التدفق الإعلامي من جانب واحد ، وجاءت حتمية التطور التكنولوجي وفرضت شروط جديدة على من يملك تلك القوة وخرجت الوسيلة من حدود الملكية الخاصة المتنفذه والحكومية إلى الملكية للجميع ولمن يملك المال من هذا الجميع .

وفي الأردن كانت ظاهرة المحطات التلفزيونية والإذاعية الخاصة نتيجة حتمية للمتغيرات التي اعقبت مرحلة التحول الديمقراطي في نهاية ثمانينيات القرن الماضي ، وامتلء الأفق الأردني بأكثر من 30 محطة إذاعية واربع عشر قناة تلفزيونية تتوزع ملكيتها بين القطاع الحكومي والخاص ، وبالرجوع إلى الدور الذي يقوم به الإعلام من قبل المخطط والمالك الحكومي فهو دورتوعوي وتنموي وتثقيفي واخباري للمجتمع ككل ، ويكون ملتزما بالضوابط والاخلاقيات التي يسير عليها المجتمع مستندا إلى العقيدة التي يؤمن بها الغالبية العظمى من أفراده ويهدف لتحقيق ربح يمكنه من التخفيف عن عاتق الحكومة في تغطية مصاريفه.

وبالرجوع إلى أوراق هيئة الإعلام المرئي والمسموع " هيئة الإعلام " نجد أن هناك محطات إذاعية تعود ملكيتها بالكامل لجهات حكومية ، وتدار من قبل هذه الجهات بكافة جوانبها الإعلامية والإدارية والمالية ،وعند تتبع ما تقوم ببثه تلك المحطات تجد أنها لاتطبق الدور المنوط بها كوسيلة إعلامية تعود ملكيتها للدولة ، بل تجدها تتغنى بجبال " لبنان "في كل صباح وفي ايام العطل الرسمية عندما لاتبث برامجها الصباحية المباشرة ، وتقوم ببث برامج منوعات مباشرة لايمكن الخروج منها بأي فائدة سواء توعوية أو تثقيفية للجمهور المستمع لها ، وتقوم باستقطاب الجمهور من خلال برامجها المتنوعه دون تفرقة بين البرامج الدينية أو الترفيهية ، ومعتمدة على شخصيات اجتماعية إعلامية ودينية .

وأبرز ما يؤخذ على تلك المحطات أنها تقدم برامجها الدينية في أوقات يتوسطها موعد أذان العصر ، وهي لاتشير للمستمعين بأن موعد الأذان قد حل ، ويسبق هذه البرامج مجموعة أغاني متنوعة وعند انتهاء هذه البرامج تبدء موجاتها ببث أغاني من جديد ، وهذه النوع من التخطيط الإعلامي ومن الملكية للوسيلة الإعلامية يوضحان لمن هو مطلع على واقع الإعلام الأردني الجديد بأننا في البلد نقيم صلاة العصر ونقدم دروس الدين والموعضة الحسنة في حضرة هيفاء وهبي و أليسا ، وتقبل الله طاعاتكم ؟ .



تعليقات القراء

لؤي مهنا
و الله يا أحمد ما انت قليل !! الله ينورلك طريقك و ينولك مرادك يا رب
23-10-2014 11:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات