دوله الرئيس وشركة كهرباء اربد


لا ادري كيف مر هذا الخبر كغيمة صيف، هذا الخبر الذي تغنى به العالم قبل ان يصل اذاننا، وانتشر على وسائل الاعلام الاجنبية قبل العربية وتناولته الاقلام، وهل كان صاحب المولد غائب لم يدري به ولم يشارك بالاحتفال به, وقد كان درسا علينا ان نعتبر منه وان نضعه مثالا للكثير من مؤسساتنا وشركاتنا تحت عنوان النجاح الذي تحقق. 

بالامس قرانا خبرا نشرته الصحف والمجلات العالميه، يقول كشفت مجلة فوربس الشرق الأوسط عن قائمة أقوى 500 شركة عربية في 11 بلداً عربياً من مختلف مجالات الأعمال، وفقاً لأربعة معايير هي مبيعات الشركات وأرباحها المتحققة وقيمة أصولها وقيمتها السوقية في السنة المالية 2013 ، ويضيف وقد احتلت شركة كهرباء إربد المرتبة الأولى بين شركات الكهرباء العاملة في المملكة، والمرتبة الخامسة على مستوى شركات الكهرباء في العالم العربي. 

ويعزز ذلك المركز الذي حققته الشركة في العام 2011، حيث احتلت المرتبة الأولى ضمن القائمة التي أصدرتها فوربس لأقوى الشركات العربية في قطاع الطاقة، والتي تصدر بها أيضا مدير عام الشركة المهندس أحمد ذينات كأقوى مدير عام في قطاع الطاقة في الأردن، وفقا لنفس الدراسة. 

وهذه هي احدى قصص النجاح للشركة تضاف إلى رصيدها من النجاحات التي حققتها في الأعوام السابقة، مما يؤكد الفرص الاستثمارية الجاذبة لها، وسعيها الدؤوب لتحقيق تطلعات المستثمرين، والإسهام في دعم عجلة النمو الاقتصادي ونهضة وتنمية المجتمع الأردني وازدهاره.

نعم ... لقد استحقت كهرباء اربد الفوز بالجائزة والمرتبه بصمت كعادتها لاتباهي ولا تمن بعد تحقيقها أعلى النقاط، وانطباق كافة معايير الجودة التي حددتها الهيئة من تميز القيادة الإدارية، والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة العمليات والتركيز على خدمة العملاء وفعالية أنظمة المعلومات وتحليلها وتأثير الشركة على المجتمع بالإضافة إلى نتائج أعمال الشركة. 

فهل سألت حكومتنا نفسها لماذا هذه الشركة تحصد النتائج المشرفة وتحقق الارباح وتوزع الارباح، وتتغنى برضاء زبائنها الذين يثنون عليها لانجازاتها ودورها الفاعل في خدمه منتسبيها وعمالها، وبمد جسور التعاون والتواصل مع المجتمع المحلي من خلال برامجها، وهل سألت حكومتنا الشركه ومديرها الشاب المهندس احمد ذينات، عن سر خلطة النجاح التي يستعملها، لعل وعسى يستننشق منها الغير فتدب به الحياة .

نعم انها شركة كهرباء اربد التي تعمل كفريق واحد، عشيرة "الكهرباربدية" كما اطلق عليها، وبالتاكيد ان فريق متكامل مؤمن بالواجب قادر كفؤ كان وراء هذا الانجاز العظيم، فهناك مثل صيني شائع يقول: وراء كل رجل عظيم فريق عظيم. 

فمن الخطأ الاعتقاد بأن أيا من العظماء الذين عرفتهم البشرية قد أنجز ما أنجزه بمفرده،  بل كان قد اعتمد على فريق عمل مؤمن بقدسية الواجب، مرتاح بما وفرته له الادارة من ظروف وراحة نفسية وامكانيات دفعت به لان يظل صاحيا معطاء. 

والسؤال الذي كان من المفترض ان يدرجه مجلس الوزراء على جدول اعمال مجلسه الوزاري: ماالذي يجعل فريقًا قادرًا على الإنجاز؟ وتحقيق نتائج مشرفة، بينما يعجز فريق آخر به مخزون كبير من الخبراء والمستشارين والامكانات حتى عن تحقيق الرضا، بالرغم من توفر كل الامكانات والظروف ؟

نعم تلح عليّ هذه الأسئلة عندما اقرا واسمع ان شركة كهرباء محافظة اربد تحقق الانجازات في عالم الانجاز وتوزع الارباح بسخاء وتسعد العاملين والمنتسبين اليها وكذلك زبائنها، بينما كبرى شركات الكهرباء في اردننا الغالي  تحصد الخسارة تلوى الخساره، والحكومة عاجزه عن ايقاف هذا النزيف بالرغم من انها تدفع بجالونات من الدم ( المال ) من اموال الشعب وعلى حساب تنميتنا واقتصادنا وموازنتنا الى عروق تلك دون جدوى. 

و عندما أرتد إلى الواقع يصدمني سؤال صارخ، يبدد شعوري عندما ارى عباقرة الاقتصاد لايعرفون بعد مرض تلك الشركات ولا سر خلطه الشركات الصغرى وسر نجاحها وتميزها عن الامهات فماذا يفعلون وهل يحتفلون مثلي بانجاز شركة اربد ام اصابهم الذهول والحيره؟ لا ادري! 

ولا ادري هل هناك أسبابًا عامة مشتركة تجمع بين حالات النجاح، وأخرى مشتركة تجمع بين حالات الفشل؟ هل يمكننا أن نقول إن لكل فريق ولكل منطقة في العالم أسبابًا خاصة بها تجعلها في لحظة معينة من لحظات التاريخ تتفوق على غيرها من الفرق والجماعات والدول، ثم يحدث استنفاذ لهذه الأسباب، فيبدأ وضع هذه المنطقة في الانحدار و الفشل والتخلف، بينما يتقدم غيرها عليها؟ نعم فبالامس كانت شركاتنا تلك مفخره وانجازات نباهي بها واليوم اصبحنا نرثي حالها. 

يندر أن تجد من الناس من يعترف صراحة بفشله و بحاجته لفريق عمل لإنجاز ما يريد تحقيقه
يتمتع أعضاءه بالقدرة على رؤية الهدف الجماعي، قبل عقد العزم على تحقيقه، فإذا عجزوا عن رؤية الهدف الجماعي فلن يتمكنوا من الوصول إليه بل ستبرز أهدافهم الشخصية كعوائق أمام تحقيق الهدف الجماعي، فكثير من الناس تتضخم ذواتهم لدرجة أنهم يعتقدون أنهم أهم من الجماعة أو الفريق، وعندما تتضخم الذات يعجز الفرد عن رؤية الهدف الجماعي، فلا يرى سوى هدفه الشخصي. 

ان النظريات تفسر النجاح والفشل الجماعي بأسلوب اقتصادي ويستخدم مصطلح العائد/التكلفة لتفسير تحركات الجماعات و كل القرارات والتصرفات التي تصدر عن الجماعة تتم بوعي تام وإدراك كامل للتوابع الإيجابية والسلبية لهذا القرار أو التصرف، وبناء على ذلك فإن الفريق الذي ينجح يكون هو صاحب القرار الذي يدر أكبر عائد بأقل تكلفة، بينما الفريق الذي يفشل هو صاحب القرار الذي يجلب أكبر تكلفة وأقل عائد وهنا يجب ان نضع علامة استفهام كبيرة ونتخذ القرار الجرئ دون تردد. 

لا ادري هل يعرف هذا علماء وخبراء الاقتصاد؟ ومتى نعترف بأن شركات كهرباء اربد مثالا يحتذى به وتجربه يجب ان تعمم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات