الشعب لم يعد يريد طعاماﹰ؟!


هل هرم الشعب فعليا قبل مشاهدة اللحظة التاريخية التي نرى من خلالها غذاءﹰ صحيا على موائدنا الغذائية وبعض صالات مطاعمنا المخملية والشعبية ومولاتنا التجارية؟ هل فقدنا الثقة بأجهزتنا الرقابية الصحية في وضع سلاسل حديدية في كل من يحاول التلاعب بقوت الشعب اليومي؟، وهل بالفعل لا نملك إرادة حقيقة في وضع التشريعات القانونية اللازمة للحدّ من مسلسل الغذاء الفاسد؟ الذي يجتاح مدننا وقرانا وأريافنا ومخيماتنا، وما المطاعم والمحال التجارية التي تغلق يوميا وسرعان! ما تفتح إلا دليلاﹰ قاطعا على وهن التشريعات والقوانين التي تعجز عن تجريم هؤلاء والتشهير بهم في وسائل الإعلام ليكونوا عبرة لكل مواطن تسوّل له نفسه التلاعب بغذاء المواطن من أجل بناء امبروطوريات مالية ضخمة لهم.

لو لم يكن الطعام أحد العناصر الرئيسة الذي لا يستطيع أن يعيش أو يقوى فيه جسده ليقوم بعمله بأكمل وجه، لتنازل الشعب طواعية عن الطعام للطبقات البرجوازية التي يشرف على موائدهم طاقم طبيّ مختص لا يمكن له الخطأ أو حتى الاجتهاد والتأويل، بينما الأغلب من عامة الشعب كتب عليه أن يطحن في أحشائه أطنان من الأطعمة التي لا يعلم مدى جودتها أو صحتها،وما إغلاق المطاعم وحالات التسمم المتلاحقة في بوادينا، والأمراض التي بدأت تفتك بأطفالنا وشبابنا تحت مسميات متنوعة من الأمراض، إلا دليلا على تمادي تجار الغذاء الفاسد على قوت المواطن بعدما تراخى الوازع الدينيّ والأخلاقي والوطني لديهم.

اجتهدت الحكومات كثيراﹰ في تأسيس الهيئات المستقلة كالهيئة المستقلة للانتخابات وهيئة تنظيم القطاع العام وغيرها، لكنها لم تجتهد في تجميع الجهات الرقابية الصحية مثل مؤسسة الغذاء والدواء وأمانة عمّان والبلديات ووزارة الصحة في مسمى واحد، تستطيع أن تتخذ قراراتها موحدة بدون الرجوع لمراجع أخرى بدلا من تبادل عبارات اللوم والتحسر والاتهام بين المؤسسة والأخرى ويكون المواطن هو الضحية في النهاية.

بالفعل نحن بلد الأمن والأمان كما تتغنى الحكومات، وأننا ملاذ آمن لكل عربيّ مضطهد،لكن على الحكومات أيضاﹰ أن تضع الأمن الغذائي ضمن أولوياتها، وترفع من حالة التأهب من الدرجة القصوى وبخاصة إذا كان الأمر يتعلق بحياة المواطنين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات