انتخابات تونس تنافس لا صراع ..


القوى التونسية "اسلامية او ليبرالية او بقايا البورقيبية والنظام السابق" يناقشون غدا تجربتهم ويحملونها إلى صناديق الاقتراع. أهل تونس على موعد مع اللحظة التاريخية الكبرى. يقفز التونسيون نهاية الشهر الحالي نحو الاستحقاق التشريعي لانتخاب أول مجلس للنواب بعد دستور الجمهورية الثانية، ويذهبون في الشهر المقبل نحو الاستحقاق الرئاسي للحسم .

تنافس " وليس صراع " هو عنوان المرحلة القادمة من تاريخ هذا البلد الذي تجاوز بفضل النخب كافة مسائل وتبعات الصراع الذي اتسمت به بعض الدول في مرحلة ما بعد الربيع العربي الذي شهد كذلك صراعات مذهبية وطائفية " دموية " لازالت عالقة الى اليوم ،وأتاحت لقوى متطرفة فرض أجندتها وتخريب بلادها وجذبت معها قوى متطرفة من الخارج .

التنافس في تونس بات واضحا بين حركة النهضة ( إخوان مسلمين يلائمون بين المرجعية الإسلامية وقيم الحداثة وعلى رأسها الديموقراطية وحزب نداء تونس بقيادة الباجي قايد السبسي ، وهو حزب وسطي ليبرالي يبحث في احياء تونس الديموقراطية والإسلامية المعتدلة والقوية " و يشترط للمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية بالبلاد القضاء على الإرهاب الذي انتعش بسبب تساهل حكومة النهضة والترويكا مع تنظيمات إسلامية متشددة أرعبت الشعب التونسي ونفذت اغتيالات بحق مناضلين تونسيين ولازالت تعكر أجواء البلاد وتهدم اتفاقيات القوى .

تنافس وليس صراع هو حال المرحلة القادمة في تونس لاعتبارات تمسك الجميع بموضوع الشرعية في العمل السياسي والألتزام بالدستور والقانون والحرص على ما كان بورقيبه فعله في تحييد المؤسسة العسكرية ،الى جانب نجاح النخب السياسية في تونس من تشكيل حزب كبير " نداء تونس " في منافسة مع حركة النهضة .

مزاج التونسيين الذين سبقوا الآخرين في إسقاط الاستبداد والانقلاب عليه، كان سباقا مرة أخرى أيضا في التمرد على حال الحكم الجديد الذي قاده النهضة ضمن ائتلاف عرف بالترويكا ( النهضة بقيادة راشد الغنوشي، و"المؤتمر" بقيادة المنصف المرزوقي و"التكتل" بقيادة مصطفى بن جعفر)، الذي يُحمله البعض مسؤولية ما آلت إليه تونس من أوضاع متردية في السياسة والأمن والاقتصاد .
والمتأمل لخطاب الأحزاب الكبرى سيلحظُ كم تبتعد "النهضة" عن اسلامويتها وكم ينفر" نداء تونس" من ماضويته (النوستالجية) او الحنين للماضي كما يزعمون .

إن أخفاقات النهضة في الخطاب والسلوك والمنطق والحكم، هو الذي أفضى إلى رواج "نداء تونس"، فيما أن ما يروّج عن تمثيله لروح النظام السابق وخلفيته البورقيبية، يعكس، ربما، حنينا تونسياً إلى منطق الدولة القوية التي وهنت هيبتها وارتخى وقعها في سنوات ما بعد الثورة.

تصادم منطقان في تونس، في ذلك الصدام هوجمت عروض سينمائية وقنوات تلفزيونية، راج الارهاب في جبل الشعانبي، صعد نجم "أنصار الشريعة"، وشهدت البلادُ اغتياليّن سياسيين (طالا محمد البراهيمي وشكري بلعيد). أفضت تلك التطورات إلى قطيعة تونس مع واقع "الترويكا"، وفرضت سياق الحوار الوطني، وأقنعت "النهضة" بالتخلي عن الحكم، وقادت إلى ذلك الانتقال التاريخي الموعود الذي تبشّر به الانتخابات المقبلة .



تعليقات القراء

محمود الخلايلة
نداء تونس يا استاذ علي هم اتباع زين العابدين ورجالات بورقيبه العلماني ،وهو صراع بين الحق والباطل
20-10-2014 12:22 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات