موازيين قوى


يشهد العالم والحقبة الزمنية الراهنة صراع محتدم تتشبث من خلاله الراسمالية برحلة البقاء التي اوشكت على النهاية ضد عالم يسعى للتحرر من ربقة البؤس والاستغلال والهيمنة والنضال من اجل عالم خال من الهيمنة والقطب الواحد لفضاء عالم متعدد الاقطاب .

صراع بين مشروعين :

مشروع مواصلة الهيمنة الاميركية على العالم واستمرار النهج الراسمالي الليبرالي و صناعة البؤس والتخلف والتبعية والمرض , والبطالة ,والحروب لتوظيف راس المال المالي على شكل قروض للدول المتخلفة نظرا لفوائد القروض العالية التي تجنيها والتي تفوق عوائد المنجات الصناعية بمائة مرة ، ثم مواصلة نهب ثروات هذه الشعوب وتطويع العالم ومؤسساته ،ومشروع الاطاحة بالهيمنة واحلال عالم متعدد الاقطاب خال من استغلال الراسمالية , وتقاسم الثروات , والتقنيات , والمكاسب.

وقد تبدت تجليات هذا الصراع على شكل بؤر توتر تفتعلها الادارة الاميركية في المسرح الدولي .
اميركا اللاتينية حسمت موقفها وخرجت من بيت الطاعة الاميركي الى غير رجعة, وكانت آخر مظاهر الحسم فوز الرئيس البوليفي اليساري ايفو موراليس .

في اوكرانيا الحافة الغربية لروسيا والتهديد الاطلسي المفترض ، جرى قلب المعادلة راسا على عقب ، اذ لعبت روسيا بذكاء على معالجة الموقف ، ضمت القرم وباتت ثروات بحر قزوين ملكا للدول المطلة عليه ، وفق قرارات مؤتمر الدول المحيطة به , وجرى محاصرة النفوذ الصهيوني بمصالح اعلى لاذربيجان ، ثم اصبح تصدير الغاز عبره متاحا ، كما حالت روسيا دون الحاق اوكرانيا بالاتحاد الاوروبي وبدا ان الكونفدرالية الروسية الاوكرانية قادمة لا محالة .

اللعب الاميركي على نفس الوتر في هونغ كونغ كان لعبة سخيفة واستفزازا للصين لتزداد يقينا بضرورة تصفية النهج الاميركي بافتعال الازمات اينما حل .

الانسحاب الاميركي من افغانستان قادم في نهاية العام , و اوراسيا " قلب العالم " ستصبح ملكا لشعوبها . وستبقى كوريا الشمالية الاحتياط الاستراتيجي للنهج المناهض للمشروع الاميركي الاستعماري .

تركيا تواجه رادعا روسيا , و ايرانيا لا طاقة لها بمقارعته فالرسائل التي توالي ايران ارسالها لتركيا , واميركا , والعدو الصهيوني , وكل الادوات في المنطقة صريحة , واضحة ولا مجال لتاويلها .
كما ان وحدة الاكراد الذين ادركوا انها السبيل الوحيد لحماية انفسهم من الخطر التركي قادمة ، والقنبلة العلوية في تركيا تنتظر فتيل الاشعال .

في السعودية الحليف الاميركي الصهيوني الواهن المتداعي يتلقى نظام الاسرة المفرطة التخلف والجهل وانعدام البصيرة صفعات متتالية كان اخرها التحولات اليمنية الدراماتيكية وبهذا بات النظام المتهاوي بعد فشله في كافة الادوار التي اوكلت اليه عبئا , كما هو العدو الصهيوني الذي لم يستطع تحقيق اغراض العدوان الاخير على غزة المحاصرة ، واصبح بعد عملية شبعا مذعورا مسكونا بهاجس حزب الله الذي سيحتل اصبع الجليل ثم الجليل كله لا محالة ويحسم بالتزامن مع الثورة اليمنية معركته مع مشتقات الارهاب الوهابية ويثبت بما لا يقبل الشك ان دور العدو الصهيوني كراس حربة اميركية قد ولى بغير عودة .

اما النظام الارني فهو كشركة على وشك الاعلان عن افلاسها , بالتالي فهو ملحق بالادوات منتهية مدة الصلاحية بلا وزن ولا حيثية

روسيا قوة عظمى تقبض على اوراسيا , وباب المندب ومضيق هرمز اصبحا ممرين للنفوذ والاساطيل الروسية.

ايران قوة اقليمية عسكرية و نووية واقتصادية تقبض على مضيق هرمز , وباب المندب .

اوروبا الهرمة تبحث عن اساليب التخفيف ومعالجة جراحها الاقتصادية التي اثخنتها الازمات
واميركا البراغماتيه المثقلة بالازمات الاقتصادية والديون تتخلص قريبا ربما بالقطعة او بالجملة من حلفاء الماضي اعباء الحاضر وتبحث عن مكان ما في العالم الذي قذف بمصالحها ابتداء من باحتها الخلفية اميركا الوسطى واللاتينية الى قلب العالم في اوراسيا ثم الى وطننا العربي الذي يسطع به نجم سورية والمقاومة من العراق الى لبنان ثم فلسطين

وهي تدرك ان موازيين القوى لم تترك لها سوى ان تمد يدها لقيادة التحولات التاريخية على الارض سورية

هذا ما قصده مدفيديف بتصريحه حين قال :

اميركا لم تعد تتحدث عن اسقاط الاسد ، بل عن وسيلة ادارة الحوار معه .

وداعش حكاية مشروع محكوم بالفشل اصبح مضحكا الحديث عن مستقبل له .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات